حوله يُقَال لَهُ ربوة وَبهَا مغارة لَطِيفَة بسفح الْجَبَل الغربي وَبهَا صفة محراب وَكَانَ بهَا جَامع وخطبة وَمحل للدرس وعدة مَسَاجِد وَكَانَ بهَا قاعات وأطباق وسويقتان يشقهما نهر بردى وَكَانَ بهَا صيادون للسمك يصطادون والقلايون على جنب النَّهر يقلون ويذبح بهَا كل يَوْم خَمْسَة عشر رَأْسا من الْغنم وذل غير ماكان يجلب اليها من اللَّحْم من الْمَدِينَة وَبهَا عشرَة شرايحية لَيْسَ لَهُم شغل غير الطَّبْخ والغرف فِي الزبادي والصحون وكل مَا تشتهيه الانفس وَكَانَ بهَا فرنان وَثَلَاثَة حوانيت برسم عمل الْخبز التنوري وَأما الْفَوَاكِه فَلَا قيمَة لَهَا بهَا قَالَ البدري وَلَقَد اشْتريت رَطْل التوت مِنْهَا بِربع دِرْهَم وَمثله الرطل الدِّمَشْقِي من المشمش والتفاح قَالَ وَبهَا حمام لَيْسَ لَهُ نَظِير على وَجه الارض لِكَثْرَة مَائه ونظافته وَله شبابيك تطل على الْأَنْهُر من فَوْقه وَمن تَحْتَهُ وَبهَا طارمة الْمَسْجِد الديلمي الَّذِي جدده نور الدّين الشَّهِيد وَله أوقاف على قَارِئ قرَان ومدرس بخاري ومؤذن وبواب وقيم ووقاد وَغير ذَلِك وللتاج الْكِنْدِيّ فِي وصفهَا
(ان نور الدّين لما أَن رأى ... فِي الْبَسَاتِين قُصُور الْأَغْنِيَاء)
(عمر الربوة قصرا شاهقا ... نزهة مُطلقَة للْفُقَرَاء)
وَقَالَ مجير الدّين أبن تَمِيم
(ياحسن طارمة فِي الجو شاهقة ... مَا أَن تمل بهَا العينان من نظر)
(نزه لحاظك فِي طاقاتها لترى ... أَصْنَاف ماخلق الرَّحْمَن للبشر)
(ترى محَاسِن وَاد يحتوي نزها ... لذاذة السّمع والأبصار والفكر)
(وربوة قد سمت حَتَّى تخال لَهَا ... سرا تحدثه للأنجم الزهر)
(مَا بَين روض وأنهار مسلسلة ... تجْرِي وَتحمل أنواعا من الثَّمر)
(كم بت فِيهَا وخدني شادن غنج ... حُلْو التثني كغصن البانة النَّضر)
(أَشْكُو اليه الَّذِي ألْقى ومقلته ... تَشْكُو الي الَّذِي تلقى من السهر)
(حَتَّى رَأَيْت نُجُوم اللَّيْل قد غربت ... عَنَّا وهبت علينا نسمَة السحر)
(بتنا نجرر أذيال العفاف بهَا ... وَالله يعلم منا صِحَة الْخَبَر)
(لاخير لَذَّة فِي تمْضِي ويعقبها ... خَطِيئَة تسلك الانسان فِي سقر)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute