وَبَاب الفراديس من شمَالي الْبَلَد أَيْضا وَهُوَ الْآن فِي سوق الْعِمَارَة الممتد إِلَى جَامع بني أُميَّة وَهُوَ بَاب متين أَيْضا بِالْقربِ من نهر بردى وَفِي دَاخله بَاب أَيْضا عِنْد المقدمية وَكِلَاهُمَا مَبْنِيّ بالصخر الْعَظِيم قَالَ ابْن عَسَاكِر وَهَذَا الْبَاب مَنْسُوب إِلَى محلّة كَانَت خَارج الْبَلَد تسمى الفراديس وَهِي الْآن خراب وَكَانَ للفراديس بَاب آخر عِنْد بَاب السَّلامَة فسد والفراديس بلغَة الرّوم الْبَسَاتِين
وَقَالَ أَيْضا بَاب الْجنان من غربي الْبَلَد سمي بذلك لما يَلِيهِ من الجنات وَهِي الْبَسَاتِين وَقد كَانَ مسدودا ثمَّ فتح انْتهى
أَقُول يُمكن أَن يكون هُوَ الَّذِي كَانَ عِنْد سوق الأورام ثمَّ هدم أَو غَيره وَبِالْجُمْلَةِ فَلم يبْق من الْأَبْوَاب ظَاهرا للعيان ومشهورا سوى سَبْعَة أَبْوَاب بَاب الْجَابِيَة بَاب الصَّغِير بالشاغور بَاب شَرْقي بَاب توما بَاب السَّلامَة بَاب الفراديس بَاب الْفرج وَمَا بَقِي فَهُوَ إِمَّا مسدود أَو مهدوم وَأما السُّور فَمن بَاب الْجَابِيَة إِلَى بَاب الفراديس قد بَقِي على حَاله لم يطْرَأ عَلَيْهِ سوى بعض الانهدام والنقض وَمِنْه إِلَى بَاب الْجَابِيَة لم يُوجد سوى شَيْء يسير من أطلاله
قَالَ ابْن عَسَاكِر وَفِي السُّور أَبْوَاب صغَار غير مَا ذكرنَا تفتح عِنْد وجود الْحَاجة إِلَيْهَا مِنْهَا بَاب فِي حارة الحاطب يعرف بِبَاب ابْن إِسْمَاعِيل وَبَاب فِي المربعة انْتهى وغالب هَذِه الْأَبْوَاب الْقَدِيمَة بنى نور الدّين عَلَيْهَا منائر وَجعل لكل مَنَارَة مَسْجِدا وَجعل لكل بَاب باشورة كالسويقة بهَا حوانيت مَمْلُوءَة بالبضائع فَإِذا حصنت الْمَدِينَة وقفلت الْأَبْوَاب اسْتغنى أهل كل بَاب من هَذِه الْأَبْوَاب بِمَا عِنْدهم وَهُوَ مقصد جميل وَقَالَ الْفَاضِل حسن ابْن المزلق الْمَعْرُوف بالتقي البدري فِي كِتَابه نزهة الْأَنَام فِي محَاسِن الشَّام كَانَت صور الْكَوَاكِب على هَذِه الْأَبْوَاب فزحل على بَاب كيسَان وَالشَّمْس على الْبَاب الشَّرْقِي والزهرة على بَاب توما وَالْقَمَر على بَاب الجنيق وَعُطَارِد على بَاب الفراديس وعَلى بَاب الْجَابِيَة المُشْتَرِي وعَلى الْبَاب الصَّغِير المريخ هَذَا كَلَامه وَلَيْسَ بمستبعد فِي نظر التَّارِيخ لَان الأقدمين سكان سورية كَانَت لَهُم عناية عَظِيمَة بالكواكب وَبِنَاء الهياكل لَهَا واستخدامها بزعمهم كَمَا تدل على ذَلِك الْآثَار الْبَاقِيَة من الْقُرُون الخالية وَمن مثل هَذَا نشأت عبَادَة الْكَوَاكِب والأوثان والأصنام فَكَانُوا ييصورون كل كَوْكَب بِصُورَة شَيْء يمِيل ذَلِك الْكَوْكَب بدلالته عَلَيْهِ وجاماسب الْحَكِيم لما تكلم على قرانات الْكَوَاكِب أَشَارَ إِلَيْهَا برموز صورها الَّتِي تُوجد أَحْيَانًا فِي الحفريات
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute