أنها كانت في العمر أكبر من أمه وعرض عليها أيضا هنري دو نوارة إلا أن قلبها كان لم يزل متعلقا بدوق أنجو وأظهرت أنها عدلت عنه لأسباب دينية، وداول فيليب الثاني أن يقتلها فواطأ على ذلك كلا من نرفلك وماري ستوارت فكشفت المؤامرة وقتل نرفلك وماري ستوارت ثم استؤنف الكلام عن اقترانها بألنسون أخي دوق أنجو، وأصدر المجلس العالي قرارا بقتل ماري ستوارت فمل تسلم أليصابات بذلك، وفي تلك الأثناء حدثت ملحمة سنت برثلماوس سنة ١٥٧٢ م، فاشتد غيظ الإنكليز وهاجوا على ماري وطلبوا قتلها فلم تجبهم أليصابات إلى ذلك رأسا، بل قبلت بتسليمها إلى السكوتلانديين الذين كان الإنكليز يعتقدون أنهم يقتلونها حالما يقبضون عليها.
وسنة ١٥٧٥ م طلب الهولنديون إلى أليصابات أن تملك عليهم لأنهم كانوا يعتبرونها من نسل فيليب أدوهينو فلم تجبهم إلى ذلك، ولا ساعدتهم، ولكنها قلبت سنة ١٥٧٨ م أن تمدهم بالمال والرجال، واشترطت عليهم شروطا يمكنها بها أن تسترجع ما تنفه عليهم وحدث في إيرلاندا ما أتبعها وأقلقها، وكان الإيرلانديون يسمون الحرب التي أقامها اللورد منتجوى هناك الساحرة استهزاء بالملكة وتكاثرت مداخلة مندوزا سفير إسبانيا في إحداها فأكره على الخروج من إنكلترا وقتل وسجن كثيرون من المتآمرين.
أما فليب هورد أرل أرندل وابن دوق نرفلك فحكم عليه بالقتل وبعد أن حبس مدة طويلة مات في السجن وألف ليستر جمعية لوقاية الملكة ممن سماهم بالمتآمرين الثانويين، وأثبت المجلس العالي ذلك بقرار أصدره وعزم على قتل ماري ستوارت إذ سعت في قتل أليصابات ثم كشفت مؤامرة تحت رياسة أنثوني بابنفتون كان في نيتها قتل الملكة وإخلاء سبيل ماري فعاد ذلك بالويل على ماري بدلا من أن تجر منه نفعا فجرت محاكمتها واختلف القضاة في ذلك اختلافا عظيما غير أنه حكم عليها بالاشتراك في المؤامرة وقتلت في فوثرنفاي في ٨ شباط (فبراير) سنة ١٥٨٧ م فحزنت عليها أليصابات ظاهرا حزنا شديدا، وقد تقرر فيما بعد واتضح جليا أن توقيعها على الحكم الصادر بقتل ماري كان محض تزوير.
ومما لا ريب فيه أنها أرسلت إلى قلعة فوثرنفاي من دون علمها ولا أمرها، وكانت أحوال فرنسا مما لا يوجب الخوف من هذا القبيل إلا أن الباب وملك إسبانيا كانا من أعداء أليصابات الألداء يرغبان في تنكيلها وقهرها فحرمها البابا سكستوس الخامس وشهر عليها حربا صليبية وادعى فيليب الثاني بتاج الملك وبنى دعواه على أنه وارث شرعي لبيت لانكستر لكونه من سلالة ابنتي جون أف غونت اللتين ملكتا برتوغال وقسطيلة وتجهز جهازا للحصول على مطالبه ووعده البابا بمساعدات كثيرة شرطية، وفي تلك الأثناء أغار دراك على سواحل إسبانيا فعاث ونهب سفنها وهجم على ميناء قادس فألحق بسفنها ضررا كبيرا وتهيأ الإنكليز بسرعة لملاقاة عسكر فيليب فنزعوا الشقاق من بينهم واتحد الكاثوليك والبيورتيانة وباقي الشعب فكانوا يدا واحدة وجهزوا أسطولا مؤلفا من ١٨٠ سفينة تحت قيادة اللورد هورد أف أفنغام وقيادة دراك وفربيشر وهوكنس وجمعوا جيشين مؤلفين من ٦٠ ألف مقاتل.
أما الأسطول الإسبونيولي فسار من إسبانيا في ٢٩ أيار (مايس) سنة ١٥٨٨ م لغزو إنكلترا ولكن هبت زوبعة شديدة أكرهته على الرجوع ولم يلتق الأسطولان إلا في شهر تموز (جولية) فتقاتلا قرب ساحل إنكلترا وبعد أن استمرت الحرب بينهما سجالا مدة سعة أيام انكسر الإسبانيون وتبدد شملهم.
وسنة ١٥٨٩ م أرسلت أليصابات جيشا لتخليص البرتوغال من أيدي الإسبانيون فصادف فشلا مع أنه خرج من البحر، ووصل إلى ضواحي لبسبون وأمدت هنري الرابع ملك فرنسا بالمال والرجال لأنه كان يحارب إسبانيا والاتحاد المشهور بين سنة ١٥٩٠ م، وسنة ١٥٩١ م، وسنة ١٥٩٣ م التأم المجلس العالي وبعد مشاحة جرت له مع الملكة خضع لها وساء أليصابات عزم هنري الرابع على ترك المذهب البروتستانتي وكشفت مؤامرة عقدها جماعة أرادوا أن يدسوا المس في شراب أو غيره وقتلت رودريا