للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كيف وعندنا أن من لا يعتقد هذا الاعتقاد يكون كافرا، فنحن لا نفرق بين أحد من الأنبياء لكن نعلم أن ستة منهم - يعني محمدا وعيسى وموسى وإبراهيم ونوحا وآدم - عليهم الصلاة السلام - هم أفضل الأنبياء فإن الله الذي خلق آدم من تراب لا يرتاب احد في كونه قادرا أن يخلق إنسانا آخر بلا أب، وهذا لا يمكن استبعاده لا عقلا ولا حكمة أيضا.

قالت الراهبة: أتعتقدون أنتم بالأناجيل الشريفة.

قلت: أجل، نعتقد أن الحق جل شأنه قد نزل على حضرة عيسى كتابا اسمه الإنجيل الشريف، وقد ورد ذكر الإنجيل في عدة مواضع من القرآن الكريم وذكر فيا لقرآن بعض مندرجات الإنجيل الشريف، وقد صرح القرآن الكريم: أن حضرة عيسى عليه السلام بشر بقوله: إنه سيأتي نبي بعدي يقال له أحمد. قالت الراهبة: ما المعنى من ذلك؟ إنني لا أعرف مثل هذه الرواية. قلت: فلننظر في الفصل الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر من إنجيل يوحنا. قلت: هذا وأخرجت نسخة الأناجيل الفرنسوية من المكتبة، ثم فتحت هذه الفصول الثلاثة وقرأت الآية السادسة عشرة والتاسعة والعشرين من الفصل الرابع عشر، والآية السادسة والعشرين من الفصل السادس المتعلقة بمجيء نبي بعد حضرة سيدنا عيسى - عليه السلام - قالت الراهبة: ليس في هذه الآية معنى يشير إلى مجيء نبي بعد حضرة سيدنا عيسى والكنيسة قد فسرتها تفسيرا يختلف عما ذهبت إليه. ولما كان إنجيل يوحنا دقيقاً كان لا يمكن لكل إنسان أن يفهمه.

قلت: نعم، إن فهم إنجيل يوحنا كما ينبغي لفي غاية الصعوبة لكن من قراءتنا لهذه الآية يستفاد في أية حالة أنه سيأتي نبي آخر بعد حضرة سيدنا عيسى.

قالت: والذات الذي يشير به أنه سيأتي قد ورد ذكره في الإنجيل باليونانية (بارقليط) ومعناه في الفرنسوية (المضري) .

قلت: نحن نظن إن البارقليط محرف عن (بريقليت) .

قالت: إنني لم أسمع قط بكلمة (بريقليت) .

قلت: أما أنا فقد رأيتها في الكتب الفرنسوية. وأخرجت ترجمة القرآن الكريم بالفرنسية من المكتبة وقرأت الآية السادسة من سورة الصف وأشرت إلى حاشية المترجم (فارميرسكي) المتعلقة بذلك وها أنا أنقلها حرفياً وذكرته حرفياً وصار تعريبه كما يأتي:

إن لمحمد عن المسلمين عدة أسماء بمعزل عن النعوت وبعض الصفات وهي تبلغ نحو المائة عدا فهو يسمى أحمد والمعظم والمصطفى والمختار ومحمود والمبجل إلخ. فكلمة (ماهوميت) المتعلمة عندنا مأخوذة عن محمد (المبجل) ، وهذه الكلمة آتية من أصل كلمة أحمد ومعناها تماما وهي - أي كلمة أحمد - مماثلة لكلمة باراقليط باليونانية أي المعظم، فالمسلمون يدعون أن يسوع المسيح - عليه السلام - وعد بمجيء محمد أخذ منه معنى بريكيلتوس (إنجيل يوحنا السادس عشر ١١) وأن البارقليط بارا كلينوس الذي يفسر بنزول الروح القدس ليس إلا تغير عن بريكيلنوس وتصوره ضعف إيمان المسيحيين.

قالت المدام:

<<  <   >  >>