بالعطايا والهدايا ولا يظهر لواحدة منهن حبا يزيد عن حبه للأخرى فإذا خاف أن لا يعدل بينهن فيجب عليه شرعا الاكتفاء بواحدة.
قالت: يا عجبا إن المشاكل كثيرة أمل يكن أولى من التعصب ووضع هذه المشاكل والعقبات منع هذا الأمر؟ قلت: يا أيتها المدام فإذا كانت الزوجة عقيمة والزوج راغبا في البنين أو كانت المرأة مريضة والزوج يطلب زوجة أفلا يساعد بزوجة أخرى؟ قالت: ألا يوجد طلاق فإن طلقها ويأخذ غيرها ويجتمع بزوجة واحدة.
قلت: إننا نصرف النظر مراعاة لخاطرك عما تلاقيه المرأة العقيمة من المحنة والمشقة إذا لم تتمكن من الحصول على زوج آخر ولكن كيف نسمح بطرح الزوجة المريضة في قارعة الطريق؟ قالت: إنني أوافق على هذا القول بالنظر إلى كونه صوابا فقط ماذا تقولين عن رجل يتزوج على زوجته مع أنه ولدا ومع أن زوجته حسناء ومتمتعة بأحسن صحة؟ قلت: أيتها المدام إن الحمام يكتفي بأنثى واحدة على أن الديك يتسلط على عدة دجاجات أليس الإنسان نوعا من أنواع الحيوان؟ قالت: أليس التمثل بالحمام أقرب إلى الملاءمة والصواب؟ قلت: لا جرم أن ذلك منتهى الحكمة والحق والأكثرية على هذا المذهب إلا أن الشريعة اللازمة لجمعية مدينة مؤلفة من ملايين من النفس يجب أن يكون لها أحكام موافقة لأي الأحوال تدفع بها عن ذويها سائر المحذورات وتنيلهم ما يبتغون المسرات والطيبات وإنني لأحكم معك أيضا أنه في سوء استعمال المساعدة الممنوحة في تعدد الزوجات مظلمة للنساء غير أن النساء اللاتي لا يحتلمن هذا الظلم والاعتساف لهن حقوق معلومة على حدة تنقذهن من هذا الجور، فالمنع القطعي في تعدد الزوجات قد أورث الجمعيات المدنية أضرارا وخسارات شوهدت رأى العين.
ومن جملة ذلك أن كثيرا من الرجال الأوروبيين في الوقت الحاضر أصبحوا بلا زوجات وعددا غفيرا من النساء بتن بلا أزواج فاتسع بذلك مجال العادات السيئة ألا وهي كثر المسيكات والخليلات، فول شئنا أن ننقذ النساء من تأثر الضرائر أي من أن يكون لرجل واحد ثنتان أو ثلاث لفتح خرق أمر وأنكى من الخرق الأول، بمعنى أنه يظهر إذ ذاك أكدار لعدد من بني الإنسان وأورثهم هذا الأمر خجلا يلازمهم طول العمر، على انه إذا اتفق عندنا أن رجلا كان قليل الوفاء واقترن بامرأة ثانية علاوة على زوجته الحسناء الفتاة الصحيحة البنية أمكن لها أن تطلق منه وتقترن بزوج آخر كما تريد وتجدد سعادة حالها.
ولكن هل في وسع الأطفال الذين لا علم لهم بأنفسهم وما يصيرون إليه في مؤتنف الأيام وما يتقلب عليهم يوميا من صنوف الضر الذي تسود به وجوههم أن يمتنعوا عن المجيء إلى الدنيا؟ إن المرأة المسلمة تحرم شيئا من الحقوق الإنسانية في أي الأحوال على أن أولئك المساكين الذين يدعون أولادا طبيعيين محرومون من جميع الحقوق الإنسانية فإنهم مهما بذلوا من السعي والإقدام ومهما أجهدوا نفوسهم ومهما بلغوا من المعرفة والعلم والثروة الواسعة لا يمكن الافتخار بهم.
وإنما يكونون حطة لوالديهم ويضعون من قدرهم ويوجبون لهم الحياء والخجل، وليس من عائلة تقبل في تزويج إحدى بناتهم برجل منهم إذ من حيث إنه لا عائلة له لا يليق به الانتساب إلى عائلة ما. أما البنات ومصيرهن فلا أرى