للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والحافظ العلائي، والحافظ أبو عبد الله ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي، والملك المحسن أحمد بن يوسف بن أيوب (١) وغيرهم ممن يأتي ذكرهم.

أقول: تقع هذه النسخة في مجلدين، بلغت أوراقهما (٥١٧) ورقة، في سبعة عشر جُزْءًا؛ تسعة في المجلد الأول، وثمانية في المجلد الثاني.

نسخها الإمام ابن قدامة - بخطه الحسن - عن نسخة أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي، ثم سمعها من ابنه أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي، وتاريخ نسخها قبل سنة (٦٠٠ هـ) قطعًا (٢)، فقد جاء في سماعات الجزء السابع: "سمع جميع هذا الكتاب - من أوله إلى آخره - على الإمام العالم الأوحد الموفق أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد ابن قدامة المقدسي - بقراءة أخيه الفقيه الإمام العالم أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد -: إبراهيمُ بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي، وسمع المجلدة الثانية أبو الخير سلامة بن نصر بن ( … )، وذلك في مدة آخرها في رجب من شهور سنة سبعين وخمسمائة".

قلت: فتاريخ هذا السماع - الذي على النسخة - يدل على أن ابن قدامة نسخها في بداية طلبه للحديث، وهو المتوقع؛ لأنه سمع من أبي زرعة "سنن ابن ماجه" سنة (٥٦١ هـ) كما سيأتي - إن شاء الله -.

أقول: وكان قد ساورني الشك أن يكون ابن قدامة هو ناسخها! وذلك أني رأيت في السماعات - ومنها على سبيل المثال الجزء التاسع -: ""سَمِعَ جميع هذا الجزء - وهو التاسع من كتاب "السنن" لابن ماجه - على الشيخ الإمام العالم الحافظ الصدر الكبير جمال الدين أبي محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي، بسماعه من أبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي، بقراءة الشيخ الإمام أبي عبد الله محمد بن القاسم بن الحسن المعروف بابن الزندليجي: المشايخ الأجلاء: نجم الدين أبو محمد عبد الله بن فضائل بن أبي بكر بن بلال المقدسي ....... ثم ذكر منهم: خلف بن محمد بن خلف الكنري وعمر بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الخياط، ثم قال في نهاية السماع: "وذلك في مجلس واحد يوم السبت خامس وعشرين من ربيع الآخر من سنة ست وتسعين وخمسمائة، والحمد لله".


(١) وَحَرِيٌّ بأبناء المسلمين أن يعرفوا سيرة هذا الملك، الذي اعتنى برواية الحديث وسماعه، وَنَسَخَ المخطوطات الكبار، وسمعها من أئمة عصره مثل سنن أبي داود وابن ماجه ومسند أحمد وغيرها؛ فرحمه الله رحمة واسعة، وقد كتب بخطه على السنن بأنه: "فرغه نسخًا وقراءة وعرضًا".
(٢) قلت: ذهب بعضهم أنها نسخت سنة (٦٠١ هـ) وبعضهم أنها سنة (٦٠٢ هـ)؛ لأنهم رأوا هذه التواريخ في بعض السماعات التي على النسخة! قلت: وقد عايشت هذه النسخة، وتأملت جميع سماعاتها؛ فقد سُمِعَتْ على ابن قدامة غير مرة من قبل الطلبة - كعادة المحدثين -، فقد جاء في بعض السماعات أنه سمعها على ابن قدامة سنة (٥٧٠ هـ) جماعة بقراءة أخيه أبي عبد الله محمد، وسمعها سنة (٦٠٠ هـ) جماعة بقراءة يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي - وهو كاتب السماع - وسمعت عليه أيضًا سنة (٦٠٤ هـ) وسنة (٦٠٥ هـ) وسنة (٦٠٧ هـ).

<<  <   >  >>