للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{الفتاح}]

المعنى في اللغة:

الفتح: خلاف الإغلاق.

الفتح والفُتاحة ـ بضم الفاء وكسرها ـ الحكم بين قوم يختصمون إليك، ويقال للقاضي: الفتاح، والفتح: النصر، وإلاظفار.

والفاتح: الحاكم لأنه يفتح المستغلق بين الخصمين، ويفصل بينهما (١).

المعنى في الشرع:

الله سبحانه هو الفتاح: أي القاضي العليم بالقضاء بين خلقه؛ لأنه لاتخفى عليه خافية ولا يحتاج إلى شهود تُعرّفه المحق من المبطل (٢).

وهو الحاكم بين عباده؛ لأن الحاكم إذا حكم فقد فتح الباب إلى الحق وبيَّنه وهو يفتح مواضع الحق، فهو سبحانه أوضح الحق وبينه، ودحض الباطل وأبطله، والله سبحانه هو الذي يفتح المنغلق على عباده من أمورهم ديناً ودنيا، فهو يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده، ويفتح قلوبهم وعيون بصائرهم ليبصروا الحق ويعقلوا عن الله أمره ونهيه، وهو سبحانه الناصر لعباده قال تعالى:

{إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} [الأنفال: ١٩] (٣).

فالله هو الذي يحكم بين عباده بأحكامه الشرعية، وأحكامه القدرية، وأحكام الجزاء، وهو الذي فتح بلطفه بصائر الصادقين، وفتح قلوبهم لمعرفته ومحبته والإنابة إليه، وفتح لعباده أبواب الرحمة والأرزاق المتنوعة، وسبب لهم الأسباب المتنوعة التي ينالون بها خير الدنيا والآخرة (٤).

ففتحه سبحانه قسمان: أحدهما: فتحه بحكمه الديني والجزائي، فالديني هو شرعه على ألسنة رسله جميع ما يحتاجه المكلفون، ويستقيمون به على الصراط المستقيم، والجزائي: بفتحه بين أنبيائه ومخالفهم وبين أوليائه وأعدائه بإكرام الأنبياء واتباعهم، وبإهانة أعدائه وعقوبتهم، ومنه فتحه يوم القيامة وحكمه بين الخلائق حيث يوفى كل عامل ما عمله، وفتحه القدري هو ما يقدره على عباده من خير وشر ونفع وضر وعطاء ومنع، وهو سبحانه يفتح لعباده الطائعين خزائن جوده وكرمه ويفتح على أعدائه ضد ذلك، وذلك كله بفضله وعدله (٥).

والله سبحانه هو خير الفاتحين أي: خير الحاكمين فهو العدل الذي لايجور أبداً (٦).


(١) معجم مقاييس اللغة (فتح) (٤/ ٤٦٩)، اللسان (فتح) (٦/ ٣٣٣٧ - ٣٣٣٩) اشتقاق أسماء الله للزجاجي (١٨٩)، ... تفسير أسماء الله للزجاج (٣٩).
(٢) انظر: جامع البيان (٢٢/ ٦٥)،
(٣) انظر: شأن الدعاء (٥٦)، تفسير أسماء الله للزجاج ((٣٩)، الحجة في بيان المحجة (١/ ١٥٣)، النهاية (فتح) ... (٣/ ٤٠٦، ٤٠٧)، الاعتقاد للبيهقي (٣٤)
(٤) انظر: تيسير الكريم الرحمن (٥/ ٤٨٩).
(٥) انظر: الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة ٣/ ٢٥٥، ٢٥٦).
(٦) انظر: تفسير ابن كثير (٣/ ٤٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>