للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{الحافظ، الحفيظ}]

المعنى في اللغة:

الحفظ: مراعاة الشيء.

والتحفظ: قلة الغفلة، والحفاظ: المحافظة أي المواظبة على الأمور (١).

والحفظ: نقيض النسيان، والحفيظ: الموكل بالشيء يحفظه (٢).

المعنى في الشرع:

الحفيظ هو: الموثوق منه بترك التضييع، وهو الذي لايعزب عن حفظه الأشياء كلها مثقال ذرة في السموات والأرض، وقد حفظ على خلقه وعباده ما يعملون من خير أو شر وأحصى أقوالهم، وعلم نياتهم فلاتغيب عنه غائبة، وقد حفظ السموات والأرض بقدرته ولايؤده حفظهما وهو العلي العظيم، وقد حفظهما وما فيهما لتبقى مدة بقائها فلا تزول ولا تدثر.

وهو سبحانه حافظ العباده يكلؤهم بطَوله وإنعامه.

وهو يحفظ عبده من المهالك والمعاطب، ويقيه مصارع السوء وقد جعل له حفظة هم المعقبات.

وهو سبحانه يحفظ أولياءه فيعصمهم عن مواقعة الذنوب، ويحرسهم عن مكايدة الشيطان ليسلموا من شره وفتنته (٣).

وهو الحفيظ الذي حفظ ما خلقه، وأحاط علمه بما أوجده، وحفظ أولياءه من وقوعهم في الذنوب والهلكات، ولطف بهم في السكنات والحركات، وأحصى عليهم أعمالهم وجزاءها (٤).

وحفظه لخلقه عام وخاص:

فالعام: حفظه لجميع المخلوقات بتيسيره لها ما يقيتها ويحفظ بنيتها، وتمشي إلى مصالحها بإرشاده وهدايته العامة.

والخاص: حفظه لأوليائه فيحفظهم عما يضر إيمانهم أو يزلزل إيقانهم من الشبه والفتن والشهوات، فيعافيهم ويخرجهم بسلامة وحفظ وعافية، ويحفظهم من أعدائهم من الجن والإنس

فينصرهم عليهم ويدفع عنهم كيدهم، وعلى حسب ما عند العبد من الإيمان تكون مدافعة الله عنه

بلطفه (٥).

وحفظ الله لعبده المؤمن نوعان:

أحدهما: حفظه في مصالح دنياه كحفظه في بدنه وأهله وولده وماله، فجعل للعبد معقبات يحفظونه بأمر الله.

وثانيهما: حفظه في دينه وإيمانه فيحفظه في حياته من الشبهات المضلة، ومن الشهوات المحرمة ويحفظه عليه عند موته فيتوفاه على الإيمان (٦).


(١) معجم مقاييس اللغة (حفظ) (١/ ٨٧).
(٢) اللسان (حفظ) (٢/ ٩٢٩، ٩٣٠).
(٣) انظر: شأن الدعاء (٦٧، ٦٨)، اشتقاق أسماء الله للزجاجي (١٤٦)، الأسماء والصفات (١/ ١٧٥ - ١٧٧).
(٤) انظر: تيسير الكريم الرحمن (٥/ ٤٨٨).
(٥) انظر: الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة ٣/ ٢٤٣)، وتوضيح الكافية الشافية (٣/ ٣٨٢، ٣٨٣).
(٦) جامع العلوم والحكم (١/ ٤٦٥ - ٤٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>