للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد ذكر ابن أبي حاتم في (العلل ٢/ ١٥٣، ١٥٤) عن أبيه أنه ذكر طريقاً أخرى للحديث هي رواية ابن نفيل عن زهير عن منصور عن رجل عن عبد الله بن أبي الهذيل عن ابن عباس وذكره فقال أبو حاتم: قال ابن نفيل كذا قال زهير وهو خطأ.

وفي الباب حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

رواه مسلم في (صحيحه: كتاب الإيمان: باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقول من وجدها ٢/ ١٥٣) قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن بتكلم به. قال: {وقد وجدتموه؟ } قالوا: نعم. قال: {ذاك صريح الإيمان}.

ثم روى حديث ابن مسعود رضي الله عنه:

قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة. قال: {تلك محض الإيمان}.

شرح غريبه:

حُممة: بالضم فحمة، وجمعها حُمم (غريب الحديث لأبي عبيد ١/ ١٩٤)، (النهاية /حمم/ ١/ ٤٤٤).

الوسوسة: هي حديث النفس والأفكار، ورجل موسوس: إذا غلبت عليه الوسوسة، والوسواس أيضا اسم للشيطان (النهاية /وسوس/ ٥/ ١٨٦، ١٨٧).

الفوائد:

(١) فيه إشارة إلى أن ما وجدوه من الخوف من الله تعالى أن يعاقبهم على ما وقع في نفوسهم هو دليل الإيمان بالله، وأن الشيطان لما وجد امتناعهم من قبول ما يلقيه في قلوبهم جعل ذلك وسوسة فحسب، والشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه (شرح النووي ٢/ ١٥٤).

(٢) وفيه التكبير عند سماع الأمر السار.

[{الكلام}]

المعنى في اللغة:

الكلم: النطق المفهم وهو القول. والقرآن كلام الله، وكلماته وكِلْم الله وكلمته (١).

المعنى في الشرع:

من صفات الله أنه متكلم بكلام يسمعه منه من شاء من خلقه، سمعه موسى عليه الصلاة والسلام منه من غير واسطة، وسمعه جبريل عليه السلام ومن أذن له من ملائكته ورسله، وهو سبحانه يكلم المؤمنين في الآخرة ويكلمونه (٢).

ووصفت كلمات الله بأنها تامة؛ لأنه لا يجوز أن يكون في شيء من كلامه نقص أو عيب كما يكون في كلام الناس، وكلمات الله لا تنحصر بالعدد فإن كلامه سبحانه لا يحد ولا يعد (٣).


(١) معجم مقاييس اللغة (كلم) (٥/ ١٣١)، اللسان (كلم) (٧/ ٣٩٢١ - ٣٩٢٣).
(٢) انظر: الاعتقاد لابن قدامة (٣٣، ٣٤)، الشريعة للآجري (٢٩٩).
(٣) اللسان (كلم) (٧/ ٣٩٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>