يظهر لي رجحانه وليس في هذا ـ بإذن الله ـ تعدياً على أولئك الجهابذة فإنني إنما أرجح قول إمام أو جماعة منهم إذا ظهر لي أن ما استندوا إليه أقوى، وعرض أقوال الفريقين دعوة لمن يطّلع على هذا البحث من أهل الاختصاص إلى توجيهي إلى الصواب إذا كان خلاف ما رجحته.
ـ إذا كان الحديث حسناً أو ضعيفاً ضعفاً يسيراً بحثت له عن متابعات أو شواهد ترتقي بالأول إلي الصحيح لغيره، وبالثاني إلى الحسن لغيره، وقد اعتمدت في الحكم على الشواهد على أقوال العلماء ـ إن وجدتْ ـ أو على ما يذكره محققو الكتب إذا ظهرت عنايتهم بذلك، وقد أراجع ترجمة بعض الرواة في بعض كتب الرجال، وأسجل درجة الراوي الذي يؤثر في قبول الحديث.
ـ إذا كان الحديث ضعيفاً ضعفاً شديداً لا يحتمل التقوية، ووقفت على حديث أو أحاديث تغني عنه فقد حرصت على ذكرها رغبة في إفادة القارئ، وللاستغناء بها عن ذلك الحديث الضعيف.
ـ لما كانت نسخ سنن الترمذي بينها تفاوت في نقل حكمه على بعض الأحاديث فقد حرصت على مراجعة قوله في النسخة المجردة، ونسخة (العارضة)، ونسخة (تحفة الأحوذي)، مع الرجوع إلى (تحفة الأشراف) فإذا اتفقتْ على قول اكتفيت بعزوه إلى المجردة إلا إذا وجدت أحد العلماء كالمنذري أو البغوي أو ابن حجر قد نقل ما يخالف ما اتفقوا عليه نبهت إلى ذلك، وكذا إذا اختلفت النسخ المذكورة سابقاً نبهت عليه ورجحت إن أمكن ذلك، أو حملته على اختلاف النسخ والله أعلم.
[(٨) دراسة المتون]
لما كان الحديث مشتملاً على شطرين هما: السند والمتن فإني لم أقصر عملي على خدمة الأسانيد بل بذلت جهدي في العناية بالمتن على قدر الطاقة ويتمثل ذلك فيما يلي:
ـ العناية بتحرير ألفاظ المتون، والتنبيه على ما وقع في بعضها من تصحيف خاصة فيما يتعلق بالاسم أو الصفة التي أوردت الحديث لأجلها.
ـ بيان ما في بعض متون الأحاديث من العلل التي ذكرها العلماء، أو ما وقع في روايات بعض الأحاديث من اضطراب أو اختلاف.
ـ شرح ما يحتاج إلى شرح من ألفاظ الأحاديث بالرجوع إلى كتب غريب الحديث، فإن لم أجد بغيتي راجعت كتب اللغة وشروح الأحاديث، وقد حرصت على بيان كل ما ظهر لي حاجته إلى ذلك سواء أكان الحديث مقبولاً أم مردوداً.
ـ عزو الآيات إلى سورها مع الضبط ما أمكن.
ـ بيان معنى بعض الأحاديث التي قد يشكل ظاهرها، أو قد حملها بعضهم على معنى غير سليم، مع العناية بدفع التعارض الظاهري بين الأحاديث اعتماداً على أقوال فرسان هذا الميدان.
ـ اختتام الأحاديث التي ثبتت صحتها، أو ظهر بعد الدراسة أنها مقبولة ببيان الفوائد المستنبطة منها باختصار، وقد أطيل في بعض الأحاديث التي تناولت مسائل عقدية هامة معتمدة على ما كتبه أئمة السلف، مع عزو كل فائدة إلى مصدرها مذكِّرة بين حين وآخر بمذهبهم الذي ساروا عليه في أحاديث الصفات، وما يجب على المسلم تجاهها، مع التحذير من التأويل الذي ابتليت به بعض كتب الشروح، وقد اكتفيت ببيان القول الصواب دون تعرض