للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{المذل، المعز}]

المعنى في اللغة:

تقدم الكلام على العزة (١).

والذل: الخضوع والاستكانة واللين، وهو ضد العز، والذِّل ـ بكسر الذال ـ خلاف الصعوبة. وجاء الذل بمعنى الرفق والرحمة في قوله تعالى: {أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين} [المائدة: ٥٤] (٢).

المعنى في الشرع:

المعز هو الميسر أسباب المنعة، والمذل هو المعرض للهوان والضعة (٣).

المذل: هو الذي يُلحق الذل بمن شاء من عباده، وينفي عنه أنواع العزجميعها (٤).

فهو يذل طغاة خلقه وعتاتهم، ومن إذلالهم استصغارهم وفرض الجزية عليهم، وهو سبحانه المعز يعز من شاء من أوليائه فإما أن يبسط حالهم ويعلي شأنهم، وقد يمتحنهم في الدنيا ويثيبهم على الصبر عليه، وقد يبسط الرزق لأعدائه ويعلي أمرهم في الدنيا ولهم في الأخرة العقاب الأليم (٥)، فالمطيع لله عزيز وإن كان فقيراً ليس له أعوان، والعاصي وإن ظهر بمظهر العز فقلبه حشوه الذل وإن لم يشعر به؛ لانغماسه في الشهوات (٦)).

وقد أعز الله كتابه في قوله:

{وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (٤١) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢)} [فصلت: ٤٢]


(١) راجع ص (٦١).
(٢) معجم مقاييس اللغة (ذل) (٢/ ٣٤٥)، اللسان (ذلل) (٣/ ١٥١٣).
(٣) الأسماء والصفات (١/ ٢١١).
(٤) النهاية (ذلل) (٢/ ١٦٦).
(٥) تفسير أسماء الله للزجاج (٤١، ٤٢)، شأن الدعاء (٥٨، ٥٩).
(٦) الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة ٣/ ٢٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>