للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{القاهر، القهار}]

المعنى في اللغة:

القهر: الغلبة والعلو، والأخذ من فوق، وهو الرياضة والتذليل.

والقاهر: الغالب (١).

المعنى في الشرع:

القهار: هو القاهر فوق خلقه قهرهم بقدرته عليهم (٢).

وهو المذلل المستعبد خلقه العالي عليهم، ومن صفة كل قاهر شيئاً أن يكون مستعلياً عليه فالله سبحانه هو غالب عباده ومذللهم، وهو عالٍ عليهم بتذليله لهم وخلقه إياهم فهو فوقهم بقهره إياهم وهم دونه (٣).

قهر خلقه بسلطانه وقدرته وصرَّفهم على ما أراد طوعاً وكَرْهاً.

وهو سبحانه الغالب جميع الخلق وقد دانت لقدرته ومشيئته مواد العالم العلوي والسفلي فلا يحدث حادث ولايسكن ساكن إلا بإذنه ما شاء كان ومالم يشأ لم يكن، وقد قهر المعاندين بما أقام من الآيات والدلالات على وحدانيته، وقهر جبابرة خلقه بعز سلطانه، وقهر الخلق كلهم بالموت (٤).

وهو سبحانه يحيي خلقه إذا شاء ويميتهم إذا شاء، ويفقرهم إذا شاء، ويغنيهم إذا شاء، ويمرضهم إذا شاء، ويصحهم إذا شاء لايقدر أحد منهم إذا حكم عليه بحكم أن يزيل ما حكم الله به، أو أن يرد تدبيره، أو يخرج من تقديره (٥) فقد خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، قهر كل شيء ودانت له الخلائق، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعلوه وقدرته الأشياء واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت حكمه وقهره (٦).

قال ابن القيم (٧):

وكذلك القهار من أوصافه ... فالخلق مقهورون بالسلطان

لو لم يكن حَّيا عزيزاً قادراً ... ما كان من قهر ولا سلطان

وروده في القرآن:

ورد بلفظ القاهر في موضعين هما قوله تعالى:

{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (١٨)} [الأنعام: ١٨].


(١) معجم مقاييس اللغة (قهر) (٥/ ٣٥)، اللسان (قهر) (٦/ ٣٧٦٤).
(٢) انظر: التوحيد لابن منده (٢/ ١٦٩).
(٣) انظر: تفسير ابن جرير (١١/ ٢٨٨).
(٤) النهاية (قهر) (٤/ ١٢٩)، تفسير أسماء الله للزجاج (٣٨)، شأن الدعاء (٥٣)، الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة ... ٣/ ٢٥١).
(٥) انظر: الحجة في بيان المحجة (١/ ١٥٠)، الأسماء والصفات (١/ ١٦٣).
(٦) انظر: تفسيبر ابن كثير (٣/ ٢٤٠).
(٧) النونية (٢/ ٢٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>