للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المبحث الثاني

أحاديث الصفات المبدوءة بحرف الباء

[{البصر}]

٤٦٢ - (٢٢٥) ثبت فيه حديث أبي موسى رضي الله عنه:

قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال: {إن الله عز وجل لاينام ولاينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور} وفي رواية: {النار لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه} رواه مسلم وابن ماجه تاماً مرة، ومختصراً مرة وفيه: {إن الله لاينام ... يخفض ... حجابه النور لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره} وعند مسلم في رواية {بأربع} إلى {يرفع إليه عمل النهار بالليل وعمل الليل بالنهار}.

التخريج:

م: كتاب الإيمان: باب ما جاء في رؤية الله عز وجل (٣/ ١٢ - ١٤).

جه: المقدمة: باب فيما أنكرت الجهمية (١/ ٧٠، ٧١).

شرح غريبه:

لاينام ولا ينبغي له أن ينام: الأول نفي الوقوع، والثاني نفي الصحة، فالعطف تأسيس، إذ لايلزم من نفي الوقوع نفي الصحة وإنما استحال أن ينام؛ لأن النوم موت، ولأنه سواد ينزل من أعلى الدماغ يفقد معه الحس (شرح الأبي ١/ ٣٣٠).

يخفض القسط ويرفعه: يريد بالقسط ـ والله أعلم ـ الرزق الذي هو قسط، والرزق الذي هو قسط كل أحد وقسمه من قوته ومعاشه فالخفض تقتيره، وتضعيفه والرفع بسطه وتوسعته يريد أنه مقدر الرزق وقاسمه على الحكمة فيه والمصلحة في مقداره، وفيه وجه آخر: وهو أن يكون أراد بالقسط الميزان قال الله تعالى: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة} [الأنبياء: ٤٧] وسمي الميزان قسطاً؛ لأن القسط العدل وبالميزان يقع العدل في القسمة فلذلك سمي الميزان قسطاً وإنما هو مثل فيما يدبره من أمر الخلق وينشئه من حكمة، ويمضيه من مشيئته فيهم منهم يرفع قوماً، ويضع آخرين وهو الخافض الرافع العدل الحكيم تبارك الله رب العالمين (غريب الحديث للخطابي ١/ ٦٨٤) (النهاية/ قسط/٤/ ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>