للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المبحث العاشر

الصفات المبدوءة بحرف القاف

[{القدرة}]

ثبتت هذه الصفة بصيغة {أقدر}:

٦١٥ - (٣٠٠) حديث أبي مسعود البدري الأنصاري رضي الله عنه:

أنه كان يضرب غلاماً له بالسوط فسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول له: {اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام} قال: فقلت: لا أضرب مملوكاً بعده أبداً. رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي بنحوه وفيه: {الله أقدر عليك منك عليه، قال: فقلت: يارسول الله هو حر لوجه الله، فقال: أما لو لم تفعل للفحتك النار، أو لمسَّتك النار} ورواه مسلم، وأبو داود وعندهما: {للفعتك أو لمسَّتك}. وفي رواية عند مسلم: أن الغلام جعل يقول: أعوذ بالله، ثم قال: أعوذ برسول الله، فتركه فقال رسول الله

صلى الله عليه وسلم: {والله لَلَّه أقدر عليك منك عليه} فأعتقه.

التخريج:

م: كتاب الإيمان: باب صحبة المماليك (١١/ ١٣٠، ١٣١).

د: كتاب الأدب: باب في حق المملوك (٤/ ٣٤٢، ٣٤٣).

ت: كتاب البر والصلة: باب النهي عن ضرب الخدم وشتمهم (٤/ ٣٣٥) وقال: حسن صحيح. وجاء في نسخة (التحفة ٦/ ٧٩) {احلم أبا مسعود} مرتين، وفي المجردة، والعارضة (٨/ ١٢٩) {اعلم} وقد نبه محقق (عون المعبود ١٤/ ٦٨) أن في أصل السنن وأكثر النسخ {اعلم} ولعله تصحيف قديم من {احلم} التي هي أقرب للمناسبة.

شرح غريبه:

لفعتك: شملتك من نواحيك، وأصابك لهبها أو العين بدل من حاء (لفح) (النهاية/لفع/٤/ ٢٦١).

الفوائد:

(١) فيه الحث على الرفق بالمملوك.

(٢) فيه وعظ بليغ وتنبيه على استعمال العفو وكظم الغيظ والحلم كما يحلم الله على عباده (النووي ١١/ ١٣٠) (شرح الأبي ٤/ ٣٨٥).

(٣) حرص الصحابة على إرضاء الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومسارعتهم للتوبة. ومن ذلك إعتاق هذا الرجل غلامه حين شعر أنه زاد على حد الأدب حتى أنه لم يسمع استعاذته بالله، كما لم يسمع نداء رسول الله صلى الله عليه وسلم بادئ الأمر (شرح الأبي ٤/ ٣٨٥، ٣٨٦).

(٤) أنه لاقصاص في ضربه إذ لم يعاقبه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عرف العبد بأن له طلبه، فإنه ... صلى الله عليه وسلم لا يسكت عن بيان ما يجب لمستحقه (العارضة ٨/ ١٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>