للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد يكتفي المصنف بتقسيم كتابه الى فصول: كما صنع السجزي في (الرد على من أنكر الحرف والصوت)، وأبو يعلى في (إبطال التأويلات).

وكان ممن رتبوا كتبهم بحسب الموضوعات من لم يقسمها إلى أبواب أو فصول لكنه اكتفى بوضع عناوين متنوعة، وقد يجعل جزء اً من النص الذي سيورده عنواناً كما صنع ابن منده في (التوحيد) في بعض أجزاء الكتاب حيث يعنون بالآية أو بنص الحديث، وقد يجعل الاسم أو الصفة عنواناً ويسرد تحته النصوص، وقد اعتنى بترتيب الأسماء على حروف الهجاء، ورتب ابن الصابوني إسماعيل بن عبد الرحمن ـ المتوفى سنة ٤٤٩ هـ ـ كتابه (عقيدة السلف) على عناوين، وكذا أبو الشيخ في كتابه (العظمة)، والبيهقي في (الاعتقاد).

وكان ممن قسموا كتبهم إلى أبواب من لم يعن بترتيب الكتاب، وتنسيق أبوابه؛ لعنايته بإثبات الحق ودحض شبه الخصوم، أو بجمع العلم في موضع واحد ينتفع به الناس، مما شغله عن ترتيبه وتنسيقه، وكان ربما عقد عدة أبواب لموضوع واحد (١).

[(٣) تنويع الترتيب]

اختار بعض المصنفين الجمع بين النوعين السابقين، حيث يرتب كتابه ـ مثلا ـ على الأبواب، ثم يرتب بعض تلك الأبواب على المسانيد كما صنع الآجري في (الشريعة) حيث رتبه على أبواب، ثم رتب موضوع رؤية الله تبارك وتعالى على المسانيد (٢).

[(٤) إهمال تقسيم الكتاب]

كان من المصنفين من يسوق النصوص دون اتباع ترتيب معين مكتفياً بجمع مسائل هذا العلم ونصوصه في كتاب واحد: كما صنع عبد الله بن أحمد في (السنة) (٣)، والعدني في (الإيمان)، وابن قدامة في (إثبات صفة العلو)، واللالكائي في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) لكنه رتب أحاديث النزول، وأحاديث الرؤية على مسانيد الصحابة (٤).

[(د) المحتويات]

بالنظر إلى محتويات كتب الأسماء والصفات تبين أنها قد اتفقت على الارتواء من المناهل الأصيلة، فكانت مواردها هي الموارد الصافية التي يرجع إليها ويعتمد عليها في العلوم الشرعية، مع اختلافها في الاعتماد على الموارد كلها أو بعضها، وفي الإكثار والإقلال من نصوص الموارد المعتمد عليها، وتلك الموارد هي:

[(١) القرآن الكريم]

حرص كثير من المصنفين على تصدير أبواب كتبهم أو مباحثها بآيات من القرآن الكريم،

وكان منهم من يستفيض في ذكر النصوص المتعلقة بالاسم، أو الصفة مثل ابن منده في (التوحيد)، والبيهقي في (الأسماء والصفات). ومنهم من يكتفي بذكر بعض الآيات مثل (الرؤية) للدارقطني، و (الحجة في بيان المحجة) للأصبهاني، وخلت بعض الكتب من ذكر الآيات مثل (السنة) لعبد الله ابن أحمد، و (العظمة) لأبي الشيخ الأصبهاني.

(٢) الحديث المرفوع:


(١) كما صنع ابن خزيمة، انظر: مقدمة المحقق (١/ ٦٤، ٦٥)، وأبو الشيخ في (العظمة)، انظر: مقدمة المحقق (١/ ١٤٦).
(٢) انظر: (٢٥٧ - ٢٧٠).
(٣) وقد وضع المحقق عناوين للموضوعات.
(٤) انظر: (٣/ ٤٣٤ - ٤٥٠، ٤٧٠ - ٤٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>