للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{الوارث}]

المعنى في اللغة:

الورث، والميراث: هو أن يكون الشيء لقوم ثم يصير إلى آخرين بنسب أو سبب (١).

وكل باق بعد ذاهب فهو وارث (٢).

المعنى في الشرع:

هو الباقي الدائم الذي يرث الخلائق ويبقى بعد فنائهم (٣)، وهو سبحانه يبقى بعد ذهاب الملاك الذين أمتعهم في هذه الدنيا بما آتاهم؛ لأن وجودهم ووجود الأملاك كان به ووجوده ليس بغيره (٤)، والله عز وجل يرث الأرض ومَنْ عليها، وهو خير الوارثين أي: يبقى بعد فناء الكل ويفنى من سواه فيرجع ما كان من ملك العباد إليه وحده لاشريك له، وله سبحانه ميراث السموات والأرض فهو يفني أهلهما فتبقيان بما فيهما وليس لأحد فيها ملك فخوطب القوم بما يعقلون؛ لأنهم يجعلون ما رجع إلى الإنسان ميراثاً له إذ كان ملكاً له وقد أورثه غيره (٥). والله سبحانه وتعالى لم يزل باقياً مالكاً لأصول الأشياء كلها ويورثها من يشاء ويستخلف فيها من أحب (٦).

وروده في القرآن:

لم يرد بصيغة المفرد، وورد في ثلاث آيات بصيغة الجمع قال تعالى:

{وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (٢٣)} [الحجر: ٢٣].

على لسان زكريا

{رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (٨٩)} [الأنبياء: ٨٩].

{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (٥٨)} [القصص: ٥٨].


(١) معجم مقاييس اللغة (ورث) (٦/ ١٠٥)، اللسان (ورث) (٨/ ٤٨٠٨، ٤٨٠٩).
(٢) انظر: تفسير أسماء الله للزجاج (٦٥).
(٣) النهاية (ورث) (٥/ ١٧٢).
(٤) انظر: الأسماء والصفات (١/ ٤٧).
(٥) انظر: اشتقاق أسماء الله للزجاجي (١٧٣)، جامع البيان (٢٠/ ٦١).
(٦) انظر: شأن الدعاء (٩٦، ٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>