للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{العفو}]

المعنى في اللغة:

العفو: ترك الشيء، وعفو الله عن خلقه: هو تركه إياهم فلا يعاقبهم فضلاً منه، وكل من استحق عقوبة فتركته فقد عفوت عنه.

والعافية: دفاع الله تعالى عن العبد، تقول عافاه الله تعالى من مكروهة، وهو يعافيه معافاة. ومن المعافاة: أن يغنيك الله عن الناس، ويغنيهم عنك، ويصرف أذاهم عنك وأذاك عنهم، وقيل أصل العفو: المحو والطمس، ومنه: عفت الرياح الآثار إذا درستها ومحتها (١).

المعنى في الشرع:

العفو: هو الذي يتجاوز عن الذنب ويترك العقاب عليه فهو سبحانه يمحو الذنب بصفحه عنه ويغفر للعبد بفضله سبحانه وكرمه (٢)، ولولا عفوه ماترك على ظهرها من دابة، ومن كمال عفوه أن المسرفين على أنفسهم إذا تابوا إليه غفر لهم كل جرم صغير وكبير، وأنه جعل الإسلام يجبُّ ماقبله، والتوبة تجب ما قبلها (٣).

والعفو أبلغ من الغفور؛ لأن الغفران ينبئ عن الستر، والعفو ينبئ عن المحو والمحو أبلغ من الستر (٤).

والله سبحانه عفو يضع عن عباده تبعات خطاياهم وآثامهم فلا يستوفيها منهم وذلك إذا تابوا واستغفروا، وإذا تركوا لوجهه شيئاً فيكفر عنهم ما فعلوا بما تركوا، أو بشفاعة من يشفع لهم بإذنه سبحانه (٥).

قال ابن القيم (٦):

وهو العفو فعفوه وسِع الورى ... لولاه غار الأرض بالسكان

وروده في القرآن:

ورد في خمسة مواضع اقترن بالغفور في أربعة منها، وبالقدير في موضع ومنها قوله تعالى:

{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (٤٣)} [النساء: ٤٣].


(١) معجم مقاييس اللغة (عفو) (٤/ ٥٦، ٥٧)، اللسان (عفا) (٥/ ٣٠١٨، ٣٠١٩)، اشتقاق أسماء الله للزجاجي ... (١٣٤، ١٣٥).
(٢) انظر: تفسير أسماء الله للزجاج (٦٢)، شأن الدعاء (٩٠، ٩١)، النهاية (عفا) (٣/ ٢٦٥).
(٣) انظر: الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة ٣/ ٢٤١).
(٤) انظر: النهج الاسمى (٢/ ٦٤٤).
(٥) انظر: الأسماء والصفات (١/ ١٤٩).
(٦) النونية (٢/ ٢٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>