للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المبحث الثاني

الأحاديث الواردة في اسم {الرب}

المعنى في اللغة:

الرب يطلق على إصلاح الشيء والقيام عليه، يقال: رَبَّ فلان ضيعته: إذا قام على إصلاحها، فالرب المصلح للشيء.

ورب الشيء: المالك والخالق والصاحب.

ويطلق على لزوم الشيء والإقامة عليه، يقال: أربَّت السحابة بهذه البلدة: إذا دامت، والرَّباب السحاب المتعلق دون السحاب.

كما يطلق الرَبُّ على ضم الشيء للشيء (١).

المعنى في الشرع:

الله سبحانه هو الرب أي السيد الذي لاشبه له ولا مثل في سؤدده، المصلح أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمة، والمالك الذي له الخلق والأمر (٢).

وهو السيد وهو مالك العباد، وكل من ملك شيئا فهو ربه، ولايقال: الرب في غير الله إلا بالإضافة، فلايقال: الرب معرفاً بالألف واللام مطلقا إلا لله عز وجل لأنه مالك كل شيء (٣).

وهو سبحانه المربي جميع عباده بالتدبير وأصناف النعم، وأخص من هذا تربيته لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم؛ ولهذا كثر دعاؤهم له بهذا الاسم الجليل لأنهم يطلبون منه هذه التربية الخاصة (٤).

والله سبحانه هو رب كل شيء وخالقه والقادر عليه لايخرج شيء عن ربوبيته، وكل من في السموات والأرض عبد له في قبضته وتحت قهره (٥).

والرب هو: الذي يرب عبده فيدبره، والربوبية تتضمن خلق الخلق وإنشاءهم، وكثيراً ما يجئ السؤال في القرآن باسم الرب كقول آدم وحواء:

{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)} [الأعراف: ٣]

وفي دعوات سائر الأنبياء ودعاء المؤمنين (٦).


(١) معجم مقاييس اللغة (ربَّ) (٢/ ٣٨١ - ٣٨٤)، اللسان (ربب) (٣/ ١٥٤٦ - ١٥٥٢).
(٢) انظر: تفسير ابن جرير (١/ ١٤٣)، تفسير ابن كثير (١/ ٣٩).
(٣) انظر: اشتقاق أسماء الله للزجاجي (٣٢)، شأن الدعاء (١٠٠).
(٤) انظر: تيسير الكريم الرحمن (٥/ ٤٨٥).
(٥) انظر: مدارج السالكين (١/ ٣٤).
(٦) انظر: مجموع الفتاوى (١٠/ ٢٨٤، ٢٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>