للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{المهيمن}]

المعنى في اللغة:

الهيمنة هي: القيام على الشيء والرعاية له.

والمهيمن: الشاهد والأمين، وأصله أْمن فهو مؤامن، وقيل أصله: مؤتِمن (١).

المعنى في الشرع:

قال ابن عباس رضي الله عنهما: " المهيمن: الشهيد أو الشاهد على خلقه، وقال: الأمين أو المؤتمن، وقيل: المصدق " (٢).

وهو الشاهد على خلقه بما يكون منهم من قول أو فعل، وهو من آمن غيره من الخوف، وهو القائم على خلقه (٣).

وهو سبحانه الرقيب على الشيء الحافظ له (٤).

وهو المطلّع على خفايا الأمور وخبايا الصدور الذي أحاط بكل شيء علماً (٥)، والمهيمن بمعنى الأمين تفسيره: أنه سبحانه لاينقص المطيعين يوم الحساب من طاعاتهم شيئا فلا يثيبهم عليه؛ لأن الثواب لايعجزه ولا هو مستكره عليه فيضطر إلى كتمان بعض الأعمال وجحدها وليس هو سبحانه ببخيل فيحمله استكثار الثواب إذا كثرت الأعمال على كتمان بعضها، ولايلحقه نقص بما يثيب فيحبس بعضه؛ لأنه ليس منتفعاً بملكه حتى إذا نفع غيره به زال انتفاعه عنه بنفسه، كما لاينقص المطيع من حسناته شيئاً، ولا يزيد العصاة على ما اجترحوا من السيئات شيئاً فيزيدهم عقاباً على ما استحقوا، لأن واحداً من الظلم والكذب غير جائز عليه وقد سمى عقوبة أهل النار جزاء فما لم يقابل منها ذنباً لم يكن جزاءً ولم يكن وفاقاً، فدل ذلك على أنه لا يفعله (٦).

وروده في القرآن:

ورد مرة واحدة في قوله تعالى:

{السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ} [الحشر: ٢٣].


(١) اللسان (همن) (٨/ ٤٧٠٥)، اشتقاق أسماء الله للزجاجي (٢٢٧).
(٢) انظر: جامع اليبان (٢٨/ ٣٦)، التوحيد لابن منده (٢/ ٦٨).
(٣) انظر: تفسير ابن كثير (٨/ ١٠٥)، النهاية (هيمن) (٥/ ٢٧٥).
(٤) انظر: تفسير أسماء الله للزجاج (٣٢)، شأن الدعاء (٤٧).
(٥) انظر: تيسير الكريم الرحمن (٥/ ٤٨٨).
(٦) انظر: الأسماء والصفات (١/ ١٦٦) وقد ذكر التعريفات السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>