للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{الواسع}]

المعنى في اللغة:

الوسع: خلاف الضيق والعسر، يقال: وَسُع الشيء واتسع.

والوُسع الغنى، والوُسْع: الجدة والطاقة، وأوسع الرجل: إذا كان ذا سعة.

والسعة: الغنى والرفاهية (١).

وأصل السعة: كثرة أجزاء الشيء، يقال: إناء واسع، وبيت واسع ثم استعمل في الغنى (٢).

المعنى في الشرع:

الله سبحانه وتعالى واسع يسع خلقه كلهم بالكفاية والإفضال والجود والتدبير (٣) فالله هو الغني الذي وسع رزقه جميع خلقه فلا تجد أحداً إلا وهو يأكل من رزقه، ولايقدر أن يأكل غير ما رزقه، وسعت رحمته كل شيء وغناه كل فقر، وهو الكثير العطاء الذي يسع لما يُسأل، وهو المحيط بكل شيء كما في قوله تعالى:

{وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (٩٨)} [طه: ٩٨].

فالواسع قد يتضمن من المعنى ما لايتضمنه الغني حيث يقال: واسع الفضل وواسع الرحمة، وقد عمت رحمته كل شيء، وأحاط علمه بكل شيء قال تعالى:

{رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا} [غافر: ٧] (٤).

ويقتضي هذا الاسم الاعتراف بأنه لا يعجزه شيء، ولايخفى عليه شيء، فهو الكثير مقدوراته ومعلوماته سبحانه (٥).

والله الواسع الصفات والنعوت ومتعلقاتها، بحيث لايحصي أحد ثناء عليه بل هو كما أثنى على نفسه، وهو واسع العظمة والسلطان والملك، واسع الفضل والإحسان، عظيم الجود والكرم (٦).

وروده في القرآن:

جاء مفرداً في ثمانة مواضع قرن في سبعة منها بالعليم، وفي موضع بالحكيم ومن ذلك:

قوله تعالى:

{وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا (١٣٠)} [النساء: ١٣٠].

{وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦١)} [البقرة: ٢٦١].


(١) معجم مقاييس اللغة (وسع) (٦/ ١٠٩)، اللسان (وسع) (٨/ ٤٨٣٤ - ٤٨٣٦).
(٢) تفسير أسماء الله للزجاج (٥١).
(٣) تفسير ابن جرير (٢/ ٥٣٧).
(٤) انظر: اشتقاق أسماء الله للزجاجي (٧٢، ٧٣)، شأن الدعاء (٧٢)، الحجة في بيان المحجة (١/ ١٥٠)، النهاية (وسع) (٥/ ١٨٤).
(٥) انظر: الأسماء والصفات (١/ ١١٥).
(٦) انظر: تيسير الكريم الرحمن (٥/ ٤٩١، ٤٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>