للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المبحث الثاني عشر

أحاديث الأسماء المبدوءة بحرف العين

[{العظيم}]

المعنى في اللغة:

العظم: الكبَر والقوة، وهو مصدر الشيء العظيم.

وعظم الأمر: كبره، والتعظيم: التبجيل، والعظمة: الكبرياء (١) وعظيم القوم: رئيسهم وذو الجلالة منهم (٢).

المعنى في الشرع:

العظيم هو: عظيم الشأن جليل القدر والسلطان (٣).

وهو: المعظم الذي يعظمه خلقه ويهابونه ويتقونه.

وقيل: بل معنى العظيم أن له عظمة هي له صفة، وقالوا: لانصف عظمته بكيفية بل نثبتها له، وننفي عنه مشابهة العظم المعروف من العباد.

وقيل: بل هو وصف منه نفسه سبحانه بالعظم، وكل ما دونه من خلقه فبمعنى الصغر؛ لصغرهم عن عظمته سبحانه (٤). وهو سبحانه ذو العظمة والجلال في ملكه وسلطانه (٥). وقيل: الذي جلَّ عن حدود العقول حتى لاتتصور الإحاطة بكنهه وحقيقته.

والعظمة في الحقيقة لله عز وجل أما عظمة العبد فكبره المذموم وتجبره (٦)، ثم إن الله لايعجزه شيء ولايمكن أن يُعصى كرهاً ولايخالف أمره قهراً، أما العظيم من البشر فقد يلحقه العجز بآفات تدخل عليه فتوهنه وتضعفه حتى يستطاع مقاومته، بل قهره وإبطاله (٧).

والله تعالى عظيم له كل وصف ومعنى يوجب التعظيم، فلا يقدر مخلوق أن يثني عليه كما ينبغي له، ولايحصي ثناءً عليه بل هو كما أثنى على نفسه وفوق ما يثني عليه عباده، ومعاني التعظيم الثابتة لله وحده نوعان:

أحدهما: أنه موصوف بكل صفة كمال وله من ذلك الكمال أكمله وأعظمه وأوسعه، فله العلم المحيط والقدرة النافذة، والكبرياء والعظمة، ومن عظمته أن السموات والأرض في كف الرحمن أصغر من الخردلة،

والنوع الثاني من عظمته: أنه لايستحق أحد من الخلق أن يُعظم كما يعظم الله فيستحق سبحانه أن يعظموه بقلوبهم وجوارحهم وألسنتهم ومن تعظيمه سبحانه أن لايُعترض على شيء مما خلقه أو شرعه (٨).

قال ابن القيم (٩):

وهو العظيم بكل معنى يوجب التعـ ... ظيم لايحصيه من إنسان


(١) معجم مقاييس اللغة (عظم) (٤/ ٣٥٥)، اللسان (عظم) (٥/ ٣٠٠٤ - ٣٠٠٦).
(٢) انظر: اشتقاق أسماء الله للزجاجي (١١١).
(٣) انظر: تفسير أسماء الله للزجاج (٤٦)، شأن الدعاء (٦٤).
(٤) انظر: تفسير ابن جرير (٥/ ٤٠٦، ٤٠٧).
(٥) انظر: اشتقاق أسماء الله للزجاجي (١١١).
(٦) النهاية (عظم) (٣/ ٢٦٠).
(٧) انظر: الأسماء والصفات (١/ ٩٥).
(٨) انظر: الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة /٢٢٤، ٢٢٥).
(٩) النونية (٢/ ٢١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>