للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{العلو}]

المعنى في اللغة:

تقدم مع اسم {العلي} (١).

المعنى في الشرع:

علوه سبحانه من صفات المدح اللازمة له، فلا يجوز اتصافه بضد العلو البتة، وهو سبحانه فوق العرش، وهو في السماء فوق كل شيء وليس معنى ذلك أن هناك شيئاً يحويه أو يحصره، أو يكون محلاً له أو ظرفاً ووعاءً سبحانه وتعالىعن ذلك بل هو فوق كل شيء، وهو سبحانه مستغن عن كل شيء، وكل شيء مفتقر إليه وهو سبحانه الحامل للعرش ولحملة العرش بقوته وقدرته، وكل مخلوق مفتقر إليه، وهو الغني عن العرش وعن كل مخلوق، وهو في السماء وليست هي المخلوق العالي بل السماء اسم جنس للعالي لا يخص شيئاً، فهو سبحانه العلي الأعلى فله أعلى العلو وهو ما فوق العرش وليس هناك غيره سبحانه وتعالى (٢).

وعلوه سبحانه أمر مستقر في فِطَر العباد، ومعلوم لهم بالضرورة اتفقت عليه جميع الأمم إقراراً بذلك وتصديقاً من غير أن يتواطأوا على ذلك، فكما أنهم مضطرون إلى دعائه سبحانه وسؤاله فهم مضطرون إلى أن يوجهوا قلوبهم إلى العلو إليه لايجدون في قلوبهم توجهاً إلى جهة أخرى، والله سبحانه موصوف بعلو المكانة، وعلو القهر فهو أكمل من العالم، وهوقادر على العالم، ومن تمام علوه سبحانه أن يكون فوق العالم لا محاذياً له ولا سافلاً عنه، وجهة العلو أحق بالاختصاص لأن الجهة العالية أشرف بالذات من السافلة، وقد اتفق العلماء على أن جهة السموات أشرف من جهة الأرض، وجهة الرأس أشرف من جهة الرجل فوجب اختصاصه بخير النوعين وأفضلهما؛ إذ اختصاصه بالناقص المرجوح ممتنع (٣).

وروده في القرآن وأنواع أدلة العلو (٤):

وقد أثبت القرآن وصحيح السنة صفة العلو لله تعالى بعدة طرق منها:

(١) النصوص الصريحة في أنه سبحانه العلي والأعلى، والظاهر، والمتعالي، ورفيع الدرجات.

(٢) ذكر استوائه سبحانه على العرش في سبعة مواضع ومنها قوله تعالى:

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: ٥٤]

(٣) ذكر عروج الملائكة إليه: ومنها قوله تعالى:


(١) راجع ص ٧٤٠.
(٢) انظر: مجموع الفتاوى (٥/ ١٠٠، ١٠١، ١٠٨، ١٠٩)، درء تعارض العقل والنقل (٧/ ٣ - ٢٦).
(٣) انظر: درء تعارض العقل والنقل (٧/ ٥ - ٨)، مختصر الصواعق (٢/ ٣٥٥ - ٣٦٣).
(٤) انظر: معارج القبول (١/ ١٤٨ - ١٧٤)، النهج الأسمى (١/ ٣٠٩ - ٣١٢)، أدلة علو الله على خلقه لابن القيم، جمع ... محمد بن أحمد سيد أحمد، وقد صنفت كتب مستقلة في هذا الموضوع كما سبق ذكره في التمهيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>