للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{المقتدر ومعه القادر، القدير}]

المعنى في اللغة:

قَدَر الشيء وقدَّره من التقدير.

والقَدْر ـ بسكون الدال وفتحها ـ قضاء الله تعالى للأشياء على مبالغها ونهاياتها التي أراد الله لها.

والقدر: ما يقدره الله عز وجل من لاالقضاء ويحكم به من الأمور.

وقدر الشيء عظمه كما في قوله تعالى:

{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: ٩١، الزمر: ٦٧]

أي لم يعظموه حق عظمته حيث إنهم لم يصفوه بصفته التي تنبغي له تعالى.

ورجل ذو قدرة: أي يسار ومعناه أنه يبلغ بيساره وغنائه من الأمور المبلغ الذي يوافق إرادته، ويقال: قدر عليه رزقه إذا ضيقه عليه، وقوله تعالى في يونس عليه السلام:

{فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء: ٨٧].

إما بمعنى نقدّر عليه التضييق في بطن الحوت، أو ظن أن لن نضيق عليه (١).

المعنى في الشرع:

أن الله قادر أي مقدر كل شيء وقاضيه، وهو على كل شيء قدير لايعترضه عجز ولافتور ولايعجزه شيء ولايفوته مطلوب، والقادر من البشر قدرته مستعارة وهي عنده وديعة من الله تعالى، ويجوز عليه العجز في حال والقدرة في أخرى، والله هو القادر فلا يتطرق عليه العجز، ولايفوته شيء، وقد ظهرت أفعاله سبحانه، ولايظهر الفعل اختياراً إلا من قادر.

والله سبحانه المقتدر: أي هو التام القدرة الذي لايمتنع عليه شيء، ولايحتجز عنه بمنعة وقوة (٢)، كما أنه سبحانه هو المقتدر المظهر قدرته بفعل ما يقدر عليه، وقد كان ذلك من الله فيما أمضاه، وإن كان يقدر على أشياء كثيرة لم يفعلها ولو شاء لفعلها فاستحق أن يسمى مقتدراً (٣). والمقتدر أبلغ من القدير والقادر (٤)؛ لأن الاقتدار يقتضي الإطلاق والقدرة قد يدخلها نوع من التضمين بالمقدور عليه (٥). والله سبحانه القدير يقدر على كل شيء من الخير والشر والطاعة والعصيان، وما قدره سبحانه فقد خلقه، فهو سبحانه قدير مقتدر على كل شيء ولايعجزه شيء (٦).


(١) معجم مقاييس اللغة (قدر) (٥/ ٦٢، ٦٣)، اللسان (قدر) (٦/ ٣٥٤٥ - ٣٥٤٩)، اشتقاق أسماء الله للزجاجي ... (٤٨، ٤٩)، تفسير ابن كثير (٥/ ٣٦١).
(٢) انظر: شأن الدعاء (٨٥، ٨٦)، تفسير أسماء الله للزجاج (٥٩)، الأسماء والصفات (١/ ٦٦).
(٣) انظر: الحجة في بيان المحجة (١/ ١٥٤)، الأسماء والصفات (١/ ٨١).
(٤) النهاية (قدر) (٤/ ٢٢).
(٥) انظر: الأسماء والصفات (١/ ٨١).
(٦) انظر: التوحيد لابن منده (٢/ ١٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>