للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المبحث الثاني

أحاديث الصفات المبدوءة بحرف الراء

{الرِّجل، ومعها: القدم، والوطأة}

المعنى في اللغة:

الرّجل: القدم، والطائفة من الشيء، وخَصَّ به بعضهم القطعة العظيمة من الجراد (١).

والوطأة موضع القدم، والأخذة الشديدة. يقال: وطئ الشيء يطؤه وَطْئاً: داسه.

وتطلق على الغزو والقتل؛ لأن من يطأ على الشيء برجله فقد استقصى في هلاكه وإهانته (٢).

المعنى في الشرع:

ثبت في السنة ذكر الرجل والقدم لله تعالى.

وغير ممتنع حمل الخبر الذي فيه ذكر قدم الله على ظاهره، وأن المراد به قدم هو صفة لله تعالى وكذلك الرِّجل، وقد نص الإمام أحمد على ذلك حين سئل عن الأحاديث فيها وغيره وقال: " نمرها كما جاءت: وقال أيضاً: " نؤمن به ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ". فقد نص على الأخذ بظاهر الحديث لأنه ليس فيه ما يحيل صفات الله، ولا يخرجها عما تستحقه، وإثبات القدم لله كما أثبتت اليد والوجه وغيرها وجميعها صفات. (٣)

كما ثبت في السنة ذكر الوطأة لله تعالى، ولما ثبت أن لله سبحانه قدماً تليق به فنثبت له ما يليق بقدمه من الوطأة المذكورة، وهي صفة تليق به سبحانه لا تشبه وطأة المخلوقين كما لم تشبه قدمه سبحانه أقدامهم.

ورودهما في القرآن:

لم ترد هذه الصفات في القرآن.

ثبت ذكر الرجل والقدم في حديث أنس، وحديث أبي هريرة رضي الله عنهما:

٦٧١ - (٣٢٧) حديث أنس رضي الله عنه:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: {لاتزال جهنم تقول: هل من مزيد (٤) حتى يضع رب العزة فيها قدمه، فتقول: قط قط وعزتك ويزوي بعضها إلى بعض} رواه البخاري ومسلم والترمذي. وفي لفظ: {لايزال يلقي فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العالمين قدمه فيزوي بعضها إلى بعض، ثم تقول: قد قد بعزتك وكرمك، ولاتزال الجنة تفضل حتى ينشيء الله لها خلقاً، فيسكنهم فضل الجنة} رواه البخاري ومسلم.

٦٧٢ - (٣٢٨) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:


(١) اللسان (رجل) (٣/ ١٥٩٧، ١٦٠٠).
(٢) معجم مقاييس اللغة (وطأ) (٦/ ١٢٠، ١٢١)، اللسان (وطأ) (٨/ ٤٨٦٢ - ٤٨٧٠)، النهاية (وطأ) (٥/ ٢٠٠).
(٣) انظر: إبطال التأويلات (١/ ١٩٣ - ٢٠٢)، وقد أطال في الرد على من أولوا هذه الصفة.
(٤) (اقتباس من [ق: ٣٠]

<<  <  ج: ص:  >  >>