للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفصل الثالث: صفات النفي]

{صفات النفي}

وتسمى صفات السلب: أي نفي النقائص والعيوب عن الله تعالى وكل مانفاه الله عن نفسه أونفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من النقائص فإنه متضمن للمدح والثناء على الله بضد ذلك النقص من الأوصاف الحميدة والأفعال الرشيدة.

والسلب نوعان:

الأول: سلب النقائص والعيوب جميعها عنه وتشمل سلب لمتصل وسلب لمنفصل:

فالأول: هو نفي ما يناقض ما وصف به نفسه، أو وصفه به رسول صلى الله عليه وسلم من كل ما يضاد الصفات الكاملة: فهو سبحانه موصوف بكمال الحياة وبكمال القدرة منزه عما يضادها من الموت والإعياء والتعب واللغوب وهو سبحانه منزه عما يضاد الحياة والقيومية من النوم والنعاس، وهو منزه عن العبث في الخلق والأمر، ومنزه عن الظلم، وعن الغفلة والنسيان.

والثاني: هو سلب لمنفصل: وهو تنزيه رب العالمين عن أن يشاركه أحد من الخلق في خصائصه التي لا تكون لغيره من التوحد، والتفرد بالكمال، وأن يفرد بالعبودية وذلك كنفي الشريك له في ربوبيته وإلالهيته فإنه سبحانه متفرد بالملك والقدرة والتدبير فليس له شريك ولا ظهير ـ أي معين يعاونه ـ لكمال قدرته وسعة علمه، ونفوذ مشيئته، وعجز المخلوقين وعدم حولهم وقوتهم إلا بالله.

النوع الثاني من نوعي السلب: هو تنزيه أوصافه سبحانه عن مشابهة المخلوقين (١).

وقد ذكر ابن تيمية الضابط في صفات النفي ويمكن إجماله فيما يلي:

الأول: نفي كل صفة عيب: كالعمى والصمم والنوم والموت وغير ذلك.

الثاني: نفي كل نقص في كماله: كنقص حياته أو علمه أو قدرته أو عزته أو حكمته أو نحو ذلك.

الثالث: نفي مماثلته للمخلوقين: كأن يُجعل علمه كعلمهم، أو وجهه كأوجه المخلوقين

ونحو ذلك (٢).

وروده في القرآن:

نفى الله تعالى في كتابه عن نفسه مماثلة المخلوقين، كما نفى عنه كل ما ينافي كماله ومن ذلك قوله تعالى:

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} [الشورى: ١١].

{وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (١٠)} [آل عمران: ١٨٢]، [الحج: ١٠].

المبحث الأول

{نفي الصمم والغياب عن الله تعالى}

تقدمت هذه الصفة في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مع اسم {البصير} (٣).


(١) الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة ٣/ ٢١٣ - ٢٢٠)، وانظر: النونية (٢/ ٢١٠ - ٢١٢).
(٢) انظر: التدمرية (١١٦ - ١٤٦)، تقريب التدمرية لابن عثيمين (٩٧).
(٣) راجع ص ٤٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>