للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{الخافض الرافع}]

المعنى في اللغة:

الانخفاض: الانحطاط بعد العلو.

الرفع: خلاف الوضع، تقول: رفعت الشيء رفعاً، وهو خلاف الخفض، وارتفع الشيء إذا علا (١).

المعنى في الشرع:

الخافض: هو الذي يخفض الجبارين والفراعنة أي: يضعهم ويهينهم، ويخفض كل شيء يريد خفضه.

والرافع: هو الذي يرفع المؤمنين بالإسعاد وأولياءه بالتقريب (٢)، فيرفع منزلتهم في الدنيا بإعزاز كلمتهم، وفي الآخرة بارتفاع درجتهم وكل ذلك حكمه منه وصواب، ولا يعلو إلا من رفعه الله، ولا يتضع إلا من وضعه وخفضه (٣).

وقيل: معناهما: يخفض القسط ويرفعه وفُسِّر بأنه يخفض العدل بتسليطه ذا الجور، ويرفع العدل بإظهار العدل، فيخفض القسط بأهل الجور، ويرفع العدل بأئمة العدل، وهو في خفضه العدل ورفعه أخرى يبتلي عباده كيف صبرهم على ما يسؤهم، وشكرهم على ما يسرهم (٤).

قال ابن القيم (٥):

هو قابض هو باسط هو خافض هو رافع بالعدل والميزان

ورودهما في القرآن:

لم يردا بلفظ الاسم ولكن ورد الفعل يرفع في قوله تعالى:

{وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١١)} [المجادلة: ١١].

وجاء بلفظ الماضي كثيراً ومنه قوله تعالى:


(١) معجم مقاييس اللغة (رفع) (٢/ ٤٢٣)، اللسان (خفض) (٢/ ١٢١٠، ١٢١١) (رفع) (٣/ ١٦٩٠، ١٦٩١).
(٢) النهاية (خفض) (٢/ ٥٢) (رفع) (٢/ ٢٤٣).
(٣) انظر: تفسير أسماء الله للزجاج (٤٠، ٤١)، شأن الدعاء (٥٨).
(٤) انظر: الحجة في بيان المحجة (١/ ١٤٠، ١٤١).
(٥) النونية (٢/ ٢٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>