قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله، ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدرُ الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان} رواه مسلم وابن ماجه. وفي مسلم ضبطت {قَدَرُ} بفتح القاف والدال على الاسمية، وعند ابن ماجه:{قَدَّر} فعلاً ماضياً.
التخريج:
م: كتاب القدر: باب الإيمان للقدر والإذعان له (١٦/ ٢١٥).
جه: المقدمة: باب في القدر (١/ ٣١).
المعنى:
قوله:{المؤمن القوي} يحتمل أن المراد بالقوة شدة البدن التي يكون بها أكثر عبادة، ويحتمل أنها قوة المال وبها يكون أكثر إنفاقاُ، ويحتمل أنها قوة النفس.
وقيل: المراد بالقوة هنا عزيمة النفس في أمور الآخرة فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقداماً على العدو في الجهاد، وأسرع خروجاً إليه وذهاباً في طلبه، وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الأذى في كل ذلك واحتمال المشاق في ذات الله تعالى، وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات وأنشط طلباً لها ومحافظة عليها ونحو ذلك.
وقوله:{وفي كلٍ خير} في كل من القوي والضعيف خير؛ لاشتراكهما في الإيمان مع ما يأتي به الضعيف من العبادات.
وقوله:{تفتح عمل الشيطان} يلقي في القلب معارضة القدر ويوسوس به الشيطان
(شرح النووي ١٦/ ٢١٥، ٢١٦).
الفوائد:
(١) هذا الحديث حديث جامع؛ إذ الإنسان بين أمرين: أمرٍ أُمِرَ بفعله فعليه أن يفعله ويحرص عليه ويستعين بالله ولا يعجز، وأمر أصيب به من غير فعله فعليه أن يصبر عليه ولا يجزع منه، ولهذا قيل: