الأمر أمران: أمر فيه حيلة فلا تعجز عنه، وأمر لا حيلة فيه فلا تجزع منه. وهذا في جميع الأمور لكن عند المؤمن الذي فيه حيلة هو ما أمر الله به وأحبه له، فإن الله لم يأمره إلا بما فيه حيلة له؛ إذ لايكلف نفساً إلا وسعها، وقد أمره بكل خير فيه له حيلة، ومالا حيلة فيه هو ما أصيب به من غير فعله (مجموع الفتاوى ٨/ ٧٦، ٧٧، ١٦/ ١٨، ٣٩).
(٢) أن "لو" تستعمل على وجهين:
أولهما: على وجه الحزن على الماضي والجزع من المقدور فهذا هو الذي نهى عنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. و"لو" تفتح عليك الحزن والجزع وذلك يضر ولا ينفع بل اعلم: أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه}[التغابن: ١١].
والثاني: أن" لو" لبيان علم نافع {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}[الأنبياء: ٢٢]، ولبيان محبة الخير وإرادته وهو جائز (مجموع الفتاوى ١٨/ ٣٤٧، ٣٤٨).
(٣) نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسترسال مع القدر بدون الحرص على فعل المأمور الذي ينفع العبد، فأمر بالحرص على ما ينفع والاستعانه بالله فإن الحرص على ما ينفع هو طاعة الله وعبادته؛ إذ النافع له هو طاعة الله ولا شيء أنفع من ذلك، وكل ما يستعان به على الطاعة فهو طاعة وإن كان من جنس المباح. والعجز هو التفريط فيما يؤمر بفعله (مجموع الفتاوى ١٠/ ٣١، ٣٢، ٨/ ٧٣، ٧٤، ١٧٨).