للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{الكريم}]

المعنى في اللغة:

الكرم: الشرف في الشيء في نفسه، أو الشرف في خلق من الأخلاق، والكرم: سرعة إجابة النفس.

الكرم في الخلق: يقال هوالصفح عن ذنب المذنب (١)، والكريم: الجواد والعزيز والصفوح (٢).

فالكرم: اسم جامع لكل ما يحمد، والكريم: الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل (٣).

والكريم: هو الشيء النافع الذي يدوم نفعه ويسهل تناوله، فيقال: للناقة الحُوار: كريمة؛ لغزارة لبنها وكثرة دَرِّها (٤).

المعنى في الشرع:

الله سبحانه وتعالى: هو الكريم الكثير الخير.

وهو المحسن بما لايجب عليه، والصفوح عن حق وجب له، فهو الصفوح عن ذنوب عباده المؤمنين، ومن كرم عفوه أن العبد إذا تاب من السيئة محاها عنه وكتب مكانها حسنة، وهو سبحانه الجواد المعطي الذي لاينفد عطاؤه، وهو يبدأ بالنعمة قبل استحقاق، ويتبرع بالإحسان من غير استثابة وهو الكريم المطلق، وهوكريم حميد الفعال وهو رب العرش الكريم العظيم (٥).

ومن كرم الله سبحانه أنه يأمر عباده بدعائه، ويعدهم بإجابة دعواتهم وإسعافهم بجميع مراداتهم ويؤتيهم من فضله ما يسألونه ومالم يسألوه (٦).

والله سبحانه هو الأكرم فلا يوازيه كريم، ولايعادله فيه نظير (٧)، وكرمه ليس قاصراً على مجرد الإعطاء بل الإعطاء من تمام معناه؛ فإن الإحسان إلى الغير تمام المحاسن والكرم كثرة الخير ويسرته، والله هو الأكرم وحده، فهو الأكرم مطلقاً من غير مقيد، فهو متصف بغاية الكرم الذي

لاشيء فوقه ولايلحقه نقص (٨).

وروده في القرآن:

جاء بلفظ الأكرم في قوله تعالى:

{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)} [العلق: ٣].

والكريم في موضعين هما قوله تعالى:


(١) معجم مقاييس اللغة (كرم) (٥/ ١٧١، ١٧٢)، تفسير أسماء الله للزجاج (٥٠).
(٢) اشتقاق أسماء الله للزجاجي (١٧٦).
(٣) اللسان (كرم) (٧/ ٣٨٦١ - ٣٨٦٤).
(٤) انظر: شأن الدعاء (٧٠، ٧١).
(٥) انظر: المصدر السابق، اشتقاق أسماء الله للزجاجي (١٧٦)، الحجة في بيان المحجة (١/ ١٣٣، ١٣٤)، النهاية (كرم) (٤/ ١٦٦)، الاعتقاد (٣٥).
(٦) انظر: الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة ٣/ ٢٣٦).
(٧) انظر: الأسماء والصفات (١/ ١٤٨).
(٨) انظر: مجموع الفتاوى (١٦/ ٢٩٣ - ٢٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>