للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{القديم}]

المعنى في اللغة:

القدم: خلاف الحدوث، ويقال: شيء قديم إذا كان زمانه سالفاً (١).

والقديم: هو عبارة عما ليس قبله زماناً شيء، وقد يقال: على ما مرَّ عليه حول، وقد يطلق على الموجود الذي لايكون وجوده من الغير، وعلى الذي ليس وجوده مسبوقاً بعدم، والأول: هو القديم بالذات، والثاني: القديم بالزمان (٢).

المعنى في الشرع:

قالوا في معناه هو: الموجود الذي ليس لوجوده ابتداء والموجود الذي لم يزل (٣).

وهو عند أهل الكلام: أطلق من غير تدبر للغة الرسول صلى الله عليه وسلم فهو: عبارة عما لم يزل أو ما لم يسبقه وجود غيره إن لم يكن مسبوقاً بعدم نفسه ويجعلونه إذا أريد به هذا من باب المجاز (٤).

قال الطحاوي (٥): " قديم بلا ابتداء " وفسره الشارح: بأنه بمعنى اسم الله الأول، وذكر أن المتكلمين أدخلوا في أسماء الله تعالى القديم وليس هو من الأسماء الحسنى؛ فإن القديم في لغة العرب لم يستعمل إلا في المتقدم على غيره لافيما لم يسبقه عدم كما في قوله تعالى:

{حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (٣٩)} [يس: ٣٩].

والعرجون القديم هو: الذي يبقى إلى حين وجود العرجون الثاني فإذا وجد الجديد قيل للأول: قديم، وقد أنكر كثير من السلف والخلف تسمية الله تعالى بالقديم، ولاريب أنه إذا كان مستعملاً في نفس التقدم فإن ما تقدم على الحوادث كلها فهو أحق بالتقدم من غيره، لكن أسماء الله تعالى هي الأسماء الحسنى التي تدل على خصوص ما يمدح به سبحانه، والتقدم مطلق لايختص بالتقدم على الحوادث كلها وقد جاء الشرع باسمه الأول وهو أحسن من القديم؛ لأن الأول يشعر بأن ما بعده آيل إليه وتابع له.

ولايصح إطلاق القديم على الله تعالى باعتبار أنه من أسمائه وإن كان يصح الإخبار به عنه؛ لأن باب الإخبار أوسع من باب الإنشاء.

وروده في القرآن:

لم يرد القديم اسماً لله تعالى كما تقدم.


(١) معجم مقاييس اللغة (قدم) (٥/ ٦٥).
(٢) الكليات (٧٢٧).
(٣) انظر: الأسماء والصفات (١/ ٣٧) وهو تعريف الحليمي.
(٤) انظر: مجموع الفتاوى (١/ ٢٤٥).
(٥) في العقيدة الطحاوية وانظر: الشرح (١١١ - ١١٣)، وانظر: : لوامع الأنوار البهية (١/ ٣٨) وفي حاشيته رد عبد الله ... بابطين على إطلاق المصنف اسم القديم، وانظر: بدائع الفوائد (١/ ١٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>