للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{السخط، الغضب}]

المعنى في اللغة:

السخط: ضد الرضا وهو الكراهية للشيء وعدم الرضا به، وتسخَّط وسخط الشيء سَخَطاً إذا كرهه، وسخط فهو ساخط: أي غضب (١).

الغضب: أصله الشدة والقوة ومنه اشتق الغضب لأنه اشتداد السُّخط (٢).

المعنى في الشرع:

الله سبحانه يسخط ويغضب، وانتقامه سبحانه من المجرمين، وتعذيبه الكافرين دليل على السخط والغضب وليس دليلا على الرضا فالانتقام نتيجة السخط والغضب وهما من الصفات الفعلية لأنهما تتعلقان بمشيئة الله سبحانه وتعالى (٣).

وكذا الكراهة فالله تعالى يكره: وقد يكره العامل، أو يكره العمل (٤).

والغضب صفة كمال لله فنحن نعلم بالاضطرار أنا إذا قدرنا موجودين أحدهما عنده قوة يدفع بها الفساد والآخر لا فرق عنده بين الصلاح والفساد كان الذي عنده تلك القوة أكمل، وغضب الله تعالى لا يماثل غضب المخلوقين، كما أن حقيقة ذاته ليست مثل ذواتهم (٥).

ورودهما في القرآن:

جاء السخط بصيغة الفعل في موضعين، وجاء لفظ السخط في موضع واحد هو قوله تعالى:

{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ} [آل عمران: ١٦٢].

{لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [المائدة: ٨٠].

وجاء الغضب بصيغة الفعل في خمسة مواضع، وبصيغة المصدر في أحد عشر موضعاً قال تعالى:

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [الممتحنة: ١٣].


(١) اللسان (سخط) (٤/ ١٩٦٣، ١٩٦٤)، النهاية (سخط) (٢/ ٣٥٠).
(٢) معجم مقاييس اللغة (غضب) (٤/ ٤٢٨).
(٣) انظر: المحاضرت السنية (١/ ٢١٩ - ٢٢٢).
(٤) انظر: المصدر السابق (١/ ٢٢٣، ٢٢٤).
(٥) انظر: مجموع الفتاوى (٦/ ٩٢، ١١٩، ٣/ ١٧، ١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>