للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حول ولا قوة إلا بالله أفضل منه، ويدخل في الذكر تعلم العلم وتعليمه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (محموع الفتاوى ١٠/ ٦٦٠، ٦٦١)

(٢) أن الثواب لا يترتب على قدر النصب بل قد يأجر الله تعالى على قليل الأعمال أكثر مما يأجر على كثيرها فالثواب يترتب على تفاوت الرتب في الشرف (المرقاة ٥/ ٥٤)، (تحفة الأحوذي ٩/ ٣١٧).

(٣) أن المراد بذكر الله الذكر الكامل الذي يجتمع فيه ذكر اللسان والقلب بالتفكر في المعنى واستحضار عظمة الله تعالى، ومن يحصل له ذلك يكون أفضل ممن يقاتل الكفار من غير استحضار ذلك، ومن استحضر بقلبه ولسانه في صلاته أو صيامه أو تصدقه أو جهاده فهو الذي بلغ الغاية القصوى، هذا من أوجه الجمع بين الأحاديث التي دلت على أن الجهاد أفضل الأعمال وبين هذا الحديث، وقيل لأنه ما من عمل صالح إلا والذكر يشترط في تصحيحه فمن لم يذكر الله بقلبه عند صدقته أو صيامه مثلا فليس عمله كاملا فصار الذكر أفضل الأعمال من هذه الحيثية (فتح الباري ١١/ ٢١٠).

[{المنان}]

المعنى في اللغة:

المن: القطع، يقال: مننت الحبل: قطعته، قال تعالى: {فلهم أجر غير ممنون} [التين: ٦].

والمن: العطاء، وهو صنع الجميل، وهو الإحسان إلى من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء عليه.

والمُنُّة: القوة، وخص بعضهم به قوة القلب.

ومَنَّ عليه يَمُنُّ منا: أحسن وأنعم.

ورجل منون: كثير الامتنان.

والمن له معنيان: الأول هو: إحسان المحسن غير معتد بالإحسان، يقال: لحقت فلانا من فلان منة إذا لحقته نعمة باستنقاذ من قتل أو ماأشبهه. والثاني: من قولهم مَنَّ فلان على فلان إذا عظم الإحسان وفخر به وأبدأ فيه وأعاده حتى يفسده ويبغضه، والأول حسن والثاني: قبيح (١).

المعنى في الشرع:

المنان: هو الذي يُنعم غير فاخر بالإنعام.

وهو المعطي ابتداءً ولله المنة على عباده بإحسانه وإنعامه ورزقه إياهم، ولامنة لأحد منهم عليه تعالى عن ذلك علواً كبيراً (٢).

فالله سبحانه هو المنان الذي ليس كمثله شيء، وهو عظيم المواهب أعطى الحياة والعقل والنطق، وصور فأحسن وأنعم فأجزل، وأكثر العطايا والمنح (٣)، وأنقذ عباده المؤمنين، ومنَّ عليهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب وإخراجهم من الظلمات إلى النور بمنّه وفضله، ومَنَّ علىعباده أجمعين بالخلق والرزق والصحة والأمن لعباده المؤمنين، وأسبغ عليهم النعم مع كثرة معاصيهم وذنوبهم (٤).


(١) اللسان (منن) (٧/ ٤٢٧٧ - ٤٢٨٢).
(٢) انظر: اشتقاق أسماء الله للزجاجي (١٦٤)، شأن الدعاء (١٠٠، ١٠١)، النهاية (منن) (٤/ ٣٦٥).
(٣) انظر: الأسماء والصفات (١/ ١٧١).
(٤) انظر: شرح أسماء الله الحسنى للقحطاني (٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>