للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{المبارك}]

المعنى في اللغة:

البَرْك: ثبات الشيء، يقال: برك البعير يبرك بروكاً.

ويقال: بَّرك فلان على الأمر وبارك جميعاً: إذا واظب عليه.

والبركة: الزيادة والنماء، وتبارك الله: تمجيد وتجليل وفُسِّر على: تعالى لله ـ والله أعلم بما أراد (١)، وقيل: تنزه وتقدس وتعالى وتعاظم وهذه الصفة لا تكون لغير الله تعالى، ومن الأول قول: وبارك على محمد صلى الله عليه وسلم أي: أثبت له وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة.

وبركة الله علوه على كل شيء (٢).

المعنى في الشرع:

تبين من المعنى اللغوي: أن المبارك يقترب من معاني بعض الأسماء مثل: القدوس، والمجيد، والعلي.

لكنه لم يرد في القرآن بلفظ الاسم وإنما انفردت به رواية ابن ماجه.

وقد ذكر ابن القيم أن المبارك هو الذي قد باركه الله تعالى، وكتابه مبارك كما أخبر، والقرآن أحق أن يسمى مباركاً من كل شيء؛ لكثرة خيره ومنافعه، ووجوه البركة فيه، والرب تعالى يقال في حقه: تبارك، ولايقال: مبارك، وتبارك تفاعل من البركة، وهذا الثناء في حقه تعالى هو لوصف رجع إليه كتعالى فإنه تفاعل من العلو، ولهذا يقرن بينهما فيقال: تبارك وتعالى، وهوسبحانه أحق بذلك وأولى من كل أحد؛ فإن الخير كله بيده، وكل الخير منه، صفاته صفات كمال، وأفعاله كلها حكمة ورحمة ومصلحة وخيرات لا شرور فيها، وإنما يقع الشر في مفعولاته ومخلوقاته لا في فعله سبحانه، فإذا كان العبد وغيره مباركاً؛ لكثرة خيره ونفعه واتصال أسباب الخير فيه، وحصول النفع منه فالله أحق أن يكون متباركاً، وهذا ثناء يشعر بالعظمة والرفعة والسعة فهو دليل على عظمته وكثرة خيره ودوامه، واجتماع صفات الكمال فيه، وأن كل نفع في العالم فمن نفعه وإحسانه، مع دلالته على العظمة والجلال وعلو الشأن، وتباركه سبحانه صفة ذات له وصفة فعل فهو قد تبارك في ذاته بمجده وكثرة بركاته، وبارك فيمن شاء من خلقه حيث أفاض عليه البركة فكان مباركاً،

ولايوصف بالتبارك غيره سبحانه وهو يجمع دوام جوده، وكثرة خيره، ومجده، وعلوه، وعظمته

وتقديسه، ومجيء الخيرات كلها من عنده، وتبريكه على من شاء من خلقه (٣).

وروده في القرآن:

تقدم أنه لم يرد بلفظ: المبارك، ولكن ورد الفعل تبارك في ستة: مواضع منها قوله تعالى:

{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٧٨)} [الرحمن: ٧٨].


(١) معجم مقاييس اللغة (برك) (١/ ٢٧٧ - ٢٣١).
(٢) اللسان (برك) (١/ ٢٦٥ - ٢٦٨).
(٣) انظر: جلاء الأفهام (٢٣٣ - ٢٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>