(١) أن هذا من الأخبار التي يبين ظاهرها المراد منها، ولا تحتاج إلى دليل يصرفها عن الظاهر.
(٢) أنه لا يفيد أن الحجر صفة لله تعالى، بل هو صريح في أنه ليس صفة له سبحانه؛ لأنه قيده بقوله: {في الأرض}.
(٣) أنه أسلوب تشبيه والمشبّه ليس هو المشبّه به فالمصافح لم يصافح يمين الله أصلاً لكن شُبه بمن يصافح الله تعالى.
(٤) والحديث يبين أن الله تعالى كما جعل للناس بيتاً يطوفون به جعل لهم ما يستلمونه ليكون بمنزلة تقبيل يد العظماء فإن ذلك تقريب للمقبل وتكريم له.
(٥) أن من اعتقد أن ظاهره حقيقة اليمين فهو قائل للكذب المبين والله أعلم.
(درء تعارض العقل والنقل ٣/ ٣٨٤)، (مجموع الفتاوى ٦/ ٣٩٧، ٣٩٨، ٥٨٠)، (الرسالة التدمرية/ ٧١، ٧٢)، وانظر (تأويل مختلف الحديث/٢٠١).
وأضاف أبو يعلى في (إبطال التأويلات ١/ ١٨٤، ١٨٥) أوجهاً أخرى منها: أنه أضافه إليه سبحانه على طريق التعظيم للحجر، أو المعنى أمان الله.
وفي الموضوع رسالة صغيرة عنوانها (إتمام العرض لحديث الحجر الأسود يمين الله في الأرض)
لمحمد صالح الدحيم.
وانظر (النّيل من الجنة/٣٧ - ٤٢)، وقد رجح المؤلف أن الموقوف له حكم الرفع إذ لا مجال للاجتهاد فيه، وأيد رأي العجلوني أن طرق المرفوع تصل إلى درجة الحسن.
[{الرحيم}]
تقدم شرحه مع اسم الرحمن (١).
١٤٥ - (٥٩) ثبت فيه حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: {قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولايغفر الذنوب إلا أنت فاغفرلي من عندك مغفرة إنك أنت الغفور الرحيم} وفي لفظ بزيادة: {وارحمني} بعد قوله: {مغفرة} وفي ثالث: {ظلماً كبيراً، فاغفرلي مغفرة من عندك وارحمني} رواه البخاري بالألفاظ الثلاثة، ورواه مسلم بالثاني مع الإشارة إلى لفظ {كبيراً}، وفي رواية بزيادة: وفي بيتي. بعد قوله: في صلاتي.
ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجه بنحوه وفيه: {كثيراً فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني}.
التخريج:
خ: كتاب الأذان: باب الدعاء قبل السلام (١/ ٢١١) (الفتح ٢/ ٣١٧)
كتاب الدعوات: باب الدعاء في الصلاة (٨/ ٨٩) (الفتح ١١/ ١٣١)
(١) راجع ص ٦١٣.