للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شرح غريبه:

لقنوا موتاكم: أي من حضره الموت، والمراد ذّكروه لاإله إلا الله لتكون آخر كلامه ليدخل بإذن الله

الجنة، وقيل سببه أن الشيطان يحضر ليفسد عقيدته عند الموت (مجمع بحار الأنوار/ لقن/٤/ ٥٠١).

الفوائد:

(١) أن التلقين مندوب، لكن يكره الإكثار على المحتضر لئلا يضجر لضيق حاله وشدة كربه فإذا قال مرة لا يكرر عليه، إلا إن تكلم بعده بكلام آخر ـ والله أعلم ـ (شرح النووي ٦/ ٢١٩).

[{الحميد}]

المعنى في اللغة:

الحمد: خلاف الذم، يقال: حَمِدت فلانا أَحْمَده، ورجل محمود ومحمد إذا كثرت خصاله المحمودة غير المذمومة (١).

المعنى في الشرع:

الحميد: هو المحمود عند خلقه بما أولاهم من نعمه وبسط من فضله، وهو ذو الحمد المستحق لذلك وهو الذي يحمد في السراء والضراء، والشدة والرخاء؛ لأنه حكيم لايجري في أفعاله الغلط ولايعترضه الخطأ فهو محمود بكل لسان وعلى كل حال.

وقيل الحميد: هو الذي لايحمد ولا يشكر غيره (٢). والحميد هو المحمود في أفعاله وأقواله وشرعه وقدره لا إله إلا هو ولا رب سواه (٣).

وهو الحميد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله فله سبحانه من الأسماء أحسنها ومن الصفات أكملها ومن الأفعال أتمها وأحسنها فإن أفعاله تعالى دائرة بين الفضل والعدل (٤).

وهو سبحانه الحميد إذا أن جميع المخلوقات ناطقة بحمده، فكل حمد وقع من أهل السموات والأرض، وكل حمد لم يقع منهم بل كان مفروضاً ومقدراً حيثما تسلسلت الأزمان واتصلت الأوقات حمداً يملأ الوجود كله فالله سبحانه هو المستحق الحمد كله لنعمه، كما أنه يحمد على ماله من الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا ويحمد على أفعاله لأنها دائرة بين أفعال الفضل والإحسان، وبين أفعال العدل والحكمة التي يستحق عليها كمال الحمد، وله الحمد على


(١) معجم مقاييس اللغة (حمد) (٢/ ١٠٠)، اللسان (حمد) (٢/ ٩٨٧ - ٩٨٩).
(٢) انظر: تفسير ابن جرير (٥/ ٥٧٠)، تفسير أسماء الله للزجاج (٥٥)، شأن الدعاء (٧٨)، اشتقاق أسماء الله للزجاجي (١٢٥)، الحجة في بيان المحجة (١/ ١٣٤).
(٣) انظر: تفسير ابن كثير (١/ ٤٧٥).
(٤) انظر: جلاء الأفهام (٢٤٤)، تيسير الكريم الرحمن (٥/ ٤٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>