كتاب إفراد أحاديث اسماء الله وصفاته

المبحث السابع عشر أحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الميم - {المالك ومعه الملك، مالك الملك} - ج: 2 - ص: 254

[{المالك ومعه الملك، مالك الملك}]

المعنى في اللغة:

الملك يدل على قوة في الشيء وصحة، يقال: أملك عجينه: قوَّى عجنه وشدّه، ثم قيل: مَلَك الإنسان الشيء مُلْكاً؛ لأن يده فيه قوية صحيحة (١).

وملك الله وملكوته: سلطانه وعظمته، تملكه: ملكه قهراً.

والملْك والملِك والمليك والمالك: ذو الملك، وهواحتواء الشيء والقدرة والاستبداد به (٢).

والمالك للشيء متوثق منه محكم لأمره أن يخرج عن يده، فلا يمكن أحداً إدخال يدٍ معه ولا التصرف فيه (٣).

المعنى في الشرع:

الله سبحانه هوالملك الذي لا ملك فوقه ولا شيء إلا دونه فلا يتوهم ملك يدانيه فضلا عن أن يفوقه، وهو الذي أبدع الخلق فلا يكون أحد أحق بما أبدع منه، ولا أولى بالتصرف فيه منه، وقد استحق الملك بإبداعه وإيجاده إياهم، ولا يخشى أن ينزع منه أو يدفع عنه (٤)، وهو المالك لجميع الأشياء المتصرف فيها بلا ممانعة ولا مدافعة (٥).

وهو الملك النافذ الأمر في ملكه؛ إذ ليس كل مالك ينفذ أمره وتصرفه فيما يملكه، والله تعالى مالك المالكين كلهم، والمُلَاّك إنما استفادوا التصرف في أملاكهم من جهته تعالى (٦).

الله عز وجل مالك الأشياء كلها ومصرفها على إرادته، فهو قادر على كل ما خلق وله التصرف المطلق في الخلق والأمر والجزاء والملك هو ذو الملك ويوم القيامة لا يدِّعي الملك معه أحد كما يدعى ذلك في الدنيا كما قال تعالى:

{الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ} [الفرقان: ٢٦] (٧).

وهو سبحانه مالك الملوك والملاك يصرفهم تحت أمره ونهيه فلا مانع لما أعطى ولا معطي لما

منع (٨)، فهو سبحانه تام الملك جامع لأصناف المملوكات، وهو سبحانه يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء (٩)، وملكه سبحانه مطلق فهو عام شامل بخلاف ملك البشر (١٠).

---

(١) معجم مقاييس اللغة (ملك) (٥/ ٣٥١، ٣٥٢).
(٢) اللسان (ملك) (٧/ ٤٢٦٦، ٤٢٦٧).
(٣) انظر: تفسير أسماء الله للزجاج (٣٠).
(٤) انظر: جامع البيان (٢٨/ ٣٦)، الأسماء والصفات (١/ ٨١).
(٥) تفسير ابن كثير (٨/ ١٠٥).
(٦) انظر: تفسير أسماء الله للزجاج (٣٠)
(٧) انظر: اشتقاق أسماء الله للزجاجي (٤٣ - ٤٦)، شأن الدعاء (٩١)، تيسير الكريم الرحمن (٥/ ٤٨٥).
(٨) انظر: تفسير أسماء الله للزجاج (٦٢).
(٩) انظر: شأن الدعاء (٤٠).
(١٠) انظر: المحاضرات السنية في شرح الواسطية (١/ ٣١٥، ٣١٦).