للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البغض ومعه المقت وضدهما المحبة

أفردت بعض الأحاديث صفة البغض أو المقت وذكرت أموراً يبغضها الله عز وجل، وجاء في أحاديث أخرى ذكر صفتي البغض والمحبة، أو إفراد المحبة بالذكر ولذا رأيت جمع الأحاديث المتعلقة بهذه الصفات في موضع واحد. وقد سبق الكلام على صفة المحبة مع اسم {الودود} (١).

[{البغض، والمقت}]

المعنى في اللغة:

البغض: خلاف الحب، ويقال: بَغُضَ الرجل: أي صار بغيضاً، والبغضاء: شدة البغض، وبغضه الله إلى الناس فأبغضوه أي: مقتوه.

والمقت: الشناءة والقبح، وهو: أشد الإبغاض أو البغض (٢).

المعنى في الشرع:

البغض صفة ثابتة لله وذلك لمن يستحق البغض، والمقت: والبغض لمن يستحقه صفة كمال فإنه لو قدر اثنان أحدهما يبغض المتصف بضد الكمال كالظلم والجهل والكذب، ويغضب على من يفعل ذلك، وآخر لافرق عنده بين الجاهل الكاذب الظالم وبين العادل الصادق العالم، لايبغض هذا ولا هذا كان الأول أكمل، فالبغض مع الحب أكمل ممن لا يكون منه إلا الحب دون البغض للأمور المذمومة التي تستحق أن تذم وتبغض، والله سبحانه وتعالى في محبته وبغضه ومقته له من الكمال الذي لاتدركه الخلائق، وفوق الكمال، إذ كل كمال فمن كماله يستفاد، وله الثناء الحسن الذي لاتحصيه العباد، وإنما هو كما أثنى على نفسه، وله الغنى فلا يفتقر إلى سواه (٣).

والبغض والمقت، والسخط والغضب والكره: معانيها متقاربة لكنها تختلف أحياناً بالنوع لا بالحقيقة، فتختلف في أنواعها شدة وخفةفي هذا المعنى العام الذي يشملها. (٤)


(١) راجع ص ٨٩٧.
(٢) معجم مقاييس اللغة (بغض) (١/ ٢٧٣) (مقت) (٥/ ٣٤١، ٣٤٢)، اللسان (بغض) (١/ ٣١٩، ٣٢٠) (مقت) ... (٧/ ٤٢٤٢)، النهاية (مقت) (٤/ ٣٤٦).
(٣) انظر: مجموع الفتاوى (٦/ ٩٢، ٩٤، ١١/ ٣٥٧ - ٣٦٢).
(٤) انظر: المحاضرات السنية (١/ ٢٢٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>