للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{الضار، النافع}]

المعنى في اللغة:

الضُّر والضَّر قيل: هما لغتان، وقيل: لكل منهما استعمال فيطلق الضُّر ـ بالضم ـ على الهزال وسوء الحال، وعلى الفقر والشدة في البدن، والضَّر ـ بالفتح ـ هو ضد النفع، والضراء: النقص في الأموال والأنفس.

والنفع ضد الضُرِّ (١).

المعنى في الشرع:

إن الله تعالى هو النافع الضار: ينفع من يشاء من خلقه ويضره حيث هو خالق الأشياء كلها خيرها وشرها، ونفعها وضرها.

وهما من أسماء الله المقترنة فلا يفرد الاسم الضار عن قرينه؛ لأن اقترانهما يدل على العموم وهو أدل على القدرة وتمام الحكمة، وكل ما في الوجود من رحمة ونفع ومصلحة فهو من فضله تعالى وما في الوجود من غير ذلك فهو من عدله فكل نعمة منه فضل، وكل نقمة منه عدل والخير والشر بيد الله تعالى، وهو مسبب كل خير ودافع كل شر، والخلق تحت لطفه يرجون كرمه (٢).

وفي اجتماع الوصف لله بالنفع والضر وصف بالقدرة على نفع من شاء وضَرِّ من شاء؛ لأن من لم يكن على النفع والضر قادراً لم يكن مرجواً ولا مخوفاً، وقيل: قد يكون معناه أنه سبحانه يقلب الضار بلطيف حكمته منافع فيشفي بالسم القاتل إذا شاء كما يميت به إذا شاء؛ ليعلم أن الأسباب إنما تنفع وتضر إذا اتصلت المشيئة بها (٣).

قال ابن القيم (٤):

هذا ومن أسمائه ماليس يفـ ... رد بل يقال إذا أتى بقران

وهي التي تدعى بمزدوجاتها ... أفرادها خطر على الإنسان

إذ ذاك موهم نقص جل رب ... العرش عن عيب وعن نقصان

كالمانع المعطي وكالضار الذي ... هو نافع وكماله الأمران

ورودهما في القرآن:

لم يردا بلفظ الاسم الضار النافع، وجاء ما يفيد أن الضر والنفع بيد الله تعالى ومن ذلك

قوله تعالى:

{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [الأعراف: ١٨٨].


(١) معجم مقاييس اللغة (ضرَّ) (٣/ ٣٦٠)، اللسان (ضرر) (٥/ ٢٥٧٢ - ٢٥٧٥)، (نفع) (٨/ ٤٥٠٧).
(٢) انظر: تفسير أسماء الله للزجاج (٦٣)، النهاية (ضرر) (٣/ ٨١)، مجموع الفتاوى (٨/ ٩٤، ٩٥).
(٣) انظر: شأن الدعاء (٩٤، ٩٥).
(٤) النونية (٢/ ٢٤٨)، وذكر صاحب الإنباه (٣١) أن الضار لم يرد به نص.

<<  <  ج: ص:  >  >>