للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{القريب}]

المعنى في اللغة:

القرب: خلاف البعد (١)، والقريب: قريب الدار والمكان، وهو أيضاً: النسيب والمقارب في النسب، وهو قريب المنزلة والمكانة، ويقال: قرب الشيء إذا دنا.

والتقرب: التدني إلى شيء، والتوصل إلى إنسان بقربه أو بحق (٢).

المعنى في الشرع:

الله القريب وقربه يشمل: إجابته دعوة الداعين مع إحاطة علمه بالأشياء كلها لايعزب عنه منها شيء، وكل شيء تحت قدرته وسلطانه وحكمته وتصرفه (٣).

فالله سبحانه قريب من كل متكلم يسمع ما ينطق به، أقرب إليه من حبل الوريد (٤).

وقد قيل القرب نوعان: قرب عام من كل أحد: فالله قريب بعلمه وخبرته ومراقبته ومشاهدته وإحاطته بجميع الأشياء. وقرب خاص من عابديه وسائليه ومحبيه: وهو قرب لا تدرك له حقيقته، وإنما تعلم آثاره من لطفه بعبده وعنايته وتوفيقه وتسديده، وهو قرب يقتضي المحبة والنصرة والتأييد في الحركات والسكنات. ومن آثار الإجابة للداعين والإنابة للعابدين (٥).


(١) معجم مقاييس اللغة (قرب) (٥/ ٨٠)
(٢) اللسان (قرب) (٦/ ٣٥٦٦ - ٣٥٧٠).
(٣) انظر: اشتقاق أسماء الله للزجاجي (١٤٦ - ١٤٨)، شأن الدعاء (١٠٢، ١٠٣).
(٤) انظر: جامع البيان (٢٢/ ٧٢).
(٥) تيسير الكريم الرحمن (٥/ ٤٩١)، الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة ٣/ ٢٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>