للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المبحث الثاني عشر

أحاديث الصفات المبدوءة بحرف الميم

[{المعية}]

المعنى في اللغة:

مَعَ ـ بفتح العين ـ كلمة مصاحبة، يقال: هذا مع ذاك (١).

وهي كلمة تضم الشيء إلى الشيء، وهي اسم معناه الصحبة، وأصلها: معاً، وقيل: إن مَعْ ـ بسكون العين ـ بمعنى مَعَ بفتحها لكن الأولى حرف لا غير، والثانية تكون اسماً وحرفاً (٢).

المعنى في الشرع:

معية الله عز وجل عامة وخاصة: فالعامة تشمل كل أحد، والخاصة منها: ماهو مقيد بوصف مثل معيته سبحانه للذين اتقوا والذين هم محسنون، ومنها ماهو مقيد بشخص كمعيته سبحانه لرسله.

وليس معنى المعية أنه سبحانه مختلط بالخلق، فهذا خلاف اللغة، وخلاف ما أجمع عليه سلف الأمة، وما فطر عليه الخلق، بل الله سبحانه فوق عرشه رقيب على خلقه، مهيمن عليهم، مطلع عليهم إلى غير ذلك من معاني الربوبية.

والله سبحانه معنا حقيقة وهو فوق العرش حقيقة، وهو يعلم كل شيء وهو مع عباده أينما كانوا والمعية يختلف المراد بها بحسب موردها فالله مع جميع عباده بعلمه وهو مع رسله بنصره وتأييده مع اطلاعه، ولفظ مع لا توجب اتصالاً ولا اختلاطاً فلا يحتاج إلى تفسيرها بالملاصقة ثم صرفها عن الظاهر، والله سبحانه مع المسافر في سفره ومع أهله في وطنه، ولا يلزم من هذا أن تكون ذاته مختلطة بذواتهم (٣).

وروده في القرآن:

جاءت المعية في ثمانية مواضع في بيان معية الله تعالى لأصناف من عباده ومنها قوله تعالى:

{وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (٢٤٩)} [الأنفال: ٦٦].

{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (١٢٨)} [النحل: ١٢٨].

وجاءت المعية الخاصة إيضاً في قوله تعالى: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: ٤٠].


(١) معجم مقاييس اللغة (مع) (٥/ ٢٧٣، ٢٧٤).
(٢) اللسان (معع) (٦/ ٤٢٣٤).
(٣) انظر: مجموع الفتاوى (٥/ ١٠٣ - ١٠٦، ٢٢٧ - ٢٣١، ٤٩٥ - ٤٩٩، ٦/ ٢٣)، شرح حديث النزول (٣٥٦ - ٣٦١)، مختصر الصواعق (٢/ ٣٩٢ - ٣٩٥)، العقيدة الواسطية مع المحاضرات (٢/ ٤٩٦، ٤٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>