للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المبحث السادس عشر

أحاديث الأسماء المبدوءة بحرف اللام

[{اللطيف}]

المعنى في اللغة:

اللطف: الرفق في العمل، ويقال لطف: إذا صغر (١).

واللطف أيضاً: البر والتكرمة والتحفي، واللطيف: الذي يوصل إليك أَرَبك في رفق (٢).

واللطف: أصله خفاء المسلك ودقة المذهب فقد يوصف به المحتال الذي يتوصل إلى أغراضه في خفاء مسلك، واللطيف في علمه هو دقيق الفطنة حسن الاستخراج للعلم (٣).

المعنى في الشرع:

الله لطيف: أي رؤوف رفيق فهو لطيف بعباده في معايشهم وأرزاقهم وهدايتهم، والألطاف التي تسهل عليهم طاعته وتقربهم منه، وقيل اللطف من الله: التوفيق والعصمة.

واللطيف: الذي اجتمع له الرفق في الفعل والعلم بدقائق المصالح، وإيصالها إلى من قدرها له من خلقه.

والله سبحانه هوالمحسن إلى عباده في خفاء وستر من حيث لايعلمون، ويسبب لهم أسباب معيشتهم من حيث لايحتسبون.

وهو سبحانه الذي لطف عن أن يدرك بالكيفية (٤).

وهو اللطيف الذي أحاط علمه بالسرائر والخفايا، وأدرك البواطن والخبايا والأمور الدقيقة (٥). وهو سبحانه يلطف بعبده في أموره الداخلية المتعلقة بنفسه، ويلطف له في الأمور الخارجة عنه فيسوقه ويسوق إليه ما فيه صلاحه من حيث لايشعر، وهذا من آثار علمه وكرمه ورحمته، وهو يلطف بعبده ووليه الذي يريد أن يتم إحسانه عليه، ويشمله بكرمه ويرقيه إلى المنازل العالية، فييسره لليسرى ويجنبه العسرى، ويجري عليه من أصناف المحن التي يكرهها وتشق عليه وهي عين صلاحه، والطريق إلى سعادته، كما امتحن الأنبياء بأذى قومهم والجهاد في سبيل الله، وكما يمتحن أولياءه بما يكرهون لينيلهم ما يحبون، فكم لله من لطف وكرم لاتدركه الأفهام ولاتتصوره الأوهام.

فهو اللطيف الذي لطف علمه حتى أدرك الخفايا والخبايا، وما احتوت عليه الصدور، وما في

الأرض من خفايا والبذور (٦).

قال ابن القيم (٧):

وهو اللطيف بعبده ولعبده ... واللطف في أوصافه نوعان

إدراك أسرار الأمور بخبرة ... واللطف عند مواقع الإحسان

فيريك عزته ويبدي لطفه ... والعبد في الغفلات عن ذا الشان


(١) معجم مقاييس اللغة (لطف) (٥/ ٢٥٠).
(٢) اللسان (لطف) (٧/ ٤٠٣٦).
(٣) انظر: شأن الدعاء (٦٢)، تفسير أسماء الله للزجاج (٤٤، ٤٥).
(٤) انظر: اشتقاق أسماء الله للزجاجي (١٣٨)، النهاية (لطف) (٤/ ٢٥١).
(٥) انظر: تيسير الكريم الرحمن (٥/ ٤٨٨).
(٦) انظر: الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة ٣/ ٢٤٤)، توضيح الكافية الشافية (المجموعة الكاملة ٣/ ٣٨٣).
(٧) النونية (٢/ ٢٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>