للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{الصبور}]

المعنى في اللغة:

الصبر: الحبس، يقال: صبر نفسه على الأمر أي حبسها، والصُّبر: أعالي الشيء. والصبر: نقيض الجزع، وهو حبس النفس عند الجزع (١).

المعنى في الشرع:

الصبور تعالى وتقدس: هو الذي لايعاجل العصاة بالانتقام منهم بل يؤخر ذلك إلى أجل مسمى ويمهلهم لوقت معلوم ومعناه قريب من معنى الحليم والفرق بينهما: أن المذنب لايأمن العقوبة في صفة الصبور كما يأمنها في صفة الحليم (٢).

والله سبحانه يدُّر على عباده الأرزاق ـ المطيع منهم والعاصي ـ والعصاة لايزالون في محاربته وتكذيبه وتكذيب رسله، والسعي في إطفاء دينه، وهو سبحانه صبور على ما يقولون ويفعلون يتتابعون في الشرور، وهو يتابع عليهم النعم، وصبره أكمل صبر؛ لأنه عن كمال قدرة وكمال غنى عن الخلق، وكمال رحمة وإحسان، وهو سبحانه يحب الصابرين ويعينهم في كل أمورهم (٣).

قال ابن القيم (٤):

وهو الصبور على أذى أعدائه ... شتموه بل نسبوه للبهتان

قالوا له ولد وليس يعيدنا ... شتماً وتكذيباً من الإنسان

هذا وذاك بسمعه وبعلمه ... لو شاء عاجلهم بكل هوان

لكن يعافيهم ويرزقهم وهم ... يؤذونه بالشرك والكفران

وروده في القرآن:

لم يرد هذا الاسم لله تعالى (٥) وإنما ورد وصفاً للمؤمنين فجاء بلفظ: صابر، وصبار، وبالجمع ومن ذلك قوله تعالى:

{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (١٥٣)} [البقرة: ١٥٣].


(١) معجم مقاييس اللغة (صبر) (٣/ ٣٢٩)، اللسان (صبر) (٤/ ٢٣٩١، ٢٣٩٢).
(٢) انظر: تفسير أسماء الله للزجاج (٦٥)، شأن الدعاء (٩٨، ٩٩).
(٣) انظر: الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة ٣/ ٢٤١، ٢٤٢).
(٤) النونية (٢/ ٢٢٨).
(٥) وقد ذكره التميمي في (معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله / ٢٩٢) فيما يرجح عدم ثبوته من الأسماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>