للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{الرفيق}]

المعنى في اللغة:

الرفق: خلاف العنف، وهو يدل على موافقة ومقاربة بلا عنف، ومنه مرفق الإنسان؛ لأنه يستريح في الاتكاء عليه، والرفيق: هو الذي يرافقك وهو أن يجمعك وإياه رفقه وليس يذهب اسمه إذا تفرقتما (١)، والرفيق: اللطيف فالرفق: لين الجانب ولطافة الفعل، ويقال: للمتطبب مترفق ورفيق، وخص بعضهم الرفيق بالسفر (٢).

المعنى في الشرع:

إن الله تعالى رفيق بعباده (٣)، وهو رفيق في أفعاله: خلق المخلوقات كلها بالتدريج شيئا فشيئا بحسب حكمته ورفقه، مع أنه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة، ومن تدبر المخلوقات وتدبر الشرائع كيف يأتي بها شيئاً بعد شيء وجدها شاهداً على رفقه سبحانه (٤).

وهو سبحانه رفيق لايعجل؛ لأنه إنما يعجل من يخاف الفوت فأما من كانت الأشياء في قبضته وملكه فليس يعجل فيها (٥).

قال ابن القيم (٦):

وهو الرفيق يحب أهل الرفق بل يعطيهم بالرفق فوق أمان

وروده في القرآن:

لم يرد اسم الرفيق في كتاب الله، وجاء وصفاً لبعض عباد الله في قوله تعالى:

{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩)} [النساء: ٦٩].

ثبت فيه حديث عائشة، وورد حديث عبدالله بن مُغَفَّل، وأبي هريرة رضي الله عنهم:

١٤٧ - (٦٠) حديث عائشة رضي الله عنها:

قالت: استأذن رهط من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك، فقلت: بل عليكم السام واللعنة، فقال: {ياعائشة، إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله}


(١) معجم مقاييس اللغة (رفق) (٢/ ٤١٨).
(٢) اللسان (رفق) (٣/ ١٦٩٤ - ١٦٩٦).
(٣) النهاية (رفق) (٢/ ٢٤٦).
(٤) انظر: الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة ٣/ ٢٤٥).
(٥) انظر: الأسماء والصفات (١/ ١٤١).
(٦) النونية (٢/ ٢٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>