للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المبحث السابع عشر

أحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الميم

[{الماجد، المجيد}]

المعنى في اللغة:

المجد: بلوغ النهاية ولا يكون إلا في محمود، فالمجد: بلوغ النهاية في الكرم (١).

والمجد يطلق على المروءة والسخاء، والكرم والشرف، وقيل: المجد كرم الآباء خاصة، كرم الفعال، والمجيد: الكريم المفضال، وقيل: إذا قارن شرف الذات حسن الفعال سمي مجداً، والمجيد: الرفيع العالي.

والماجد هو: الحسن الخلق السَّمْح، وهوالكريم المِعطاء (٢)

المعنى في الشرع:

الماجد هو الكثير الشرف.

المجيد هو الذي تمجد بفعاله ومجَّده خلقه لعظمته.

وهو الكريم، الواسع الكرم (٣).

وله سبحانه المجد العظيم، والمجد هو عظمة الصفات، وسعتها، فكل وصف من أوصافه عظيم شأنه فهو العليم الكامل في علمه، الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، القدير الذي لا يعجزه شيء، الحليم الكامل في حلمه، الحكيم الكامل في حكمته، وهكذا في بقية أسمائه وصفاته (٤).

والمجيد من الأسماء الدالة على عدة صفات، وهو متناول لجميعها ولفظه يدل على ذلك؛ فإنه موضوع للسعة والكثرة والزيادة، وقد وصف الله العرش بأنه مجيد لسعته وعظمته وشرفه.

الله هو الماجد والمجيد لاكرم فوق كرمه (٥)، وهو سبحانه المنيع المحمود لأن؛ الواحد قد يكون منيعا غير محمود كاللص المتحصن ببعض القلاع، وقد يكون محموداً غير منيع أما المجيد فهو من جمع بينهما، وكان منيعا لايرام، وكان في منعته حسن الخصال جميل الفعال، والله سبحانه يجل عن أن يرام أو يوصل إليه، وهو مع ذلك محسن منعم مجمل لايستطيع العبد أن يحصي نعمته فاستحق اسم

المجيد (٦).

قال ابن القيم (٧):

وهو المجيد صفاته أوصاف تعـ ... ـظيم فشأن الوصف أعظم شان

وروده في القرآن:

ورد المجيد في موضعين هما قوله تعالى:


(١) معجم مقاييس اللغة (مجد) (٥/ ٢٩٧).
(٢) اللسان (مجد) (٧/ ٤١٣٨)، النهاية (مجد) (٤/ ٢٩٨).
(٣) علق البخاري قول ابن عباس: المجيد الكريم (كتاب التوحيد: باب {وكان عرشه على الماء وهو رب
العرش العظيم} / الفتح ١٣/ ٤٠٣)، وانظر: تفسير أسماء الله للزجاج (٥٣)، شأن الدعاء (٧٤)، الحجه في بيان المحجة (١/ ١٣٤، ١٣٥).
(٤) انظر: الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة ٣/ ٢٢٨).
(٥) انظر: بدائع الفوائد (١/ ١٦٠، ١٦٨).
(٦) انظر: الأسماء والصفات (١/ ١١١).
(٧) النونية (٢/ ٢١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>