للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[{الرضا والرضوان وضده السخط والغضب}]

جاء في عدة أحاديث إثبات صفة الرضا أو الرضوان لله تعالى كما ثبت وصفه سبحانه بالسخط والغضب على من يستحق، وجمعت بعض الأحاديث بين ذكر الرضا والسخط، وبين السخط والغضب، فناسب جمع هذه الصفات الثلاث في موضع واحد.

[{الرضا}]

المعنى في اللغة:

الرضا: خلاف السُّخط، ويقال: أرضاه إذا أعطاه ما يرضى به.

وترضَّاه: طلب رضاه (١).

المعنى في الشرع:

الرضا صفة لله عز وجل وهي صفة حقيقية متعلقة بمشيئته سبحانه فهي من الصفات الفعلية، فهو سبحانه يرضى عن أناس ولا يرضى عن أناس، وهو يرضى أعمالاً ويكره أعمالاً، ولايعرف الرضا بأوضح من لفظه، والثواب دليل على ثبوت الرضا، وهو أثر من آثاره، وإثبات الرضا لله تعالى من كمال ربوبيته سبحانه وهو أن يكون فعالا لما يريد (٢).

والرضا صفة كمال فإنه لو قدر اثنان أحدهما يحب نعوت الكمال ويفرح بها ويرضاها، والآخر لا فرق عنده بين صفات الكمال وصفات النقص فلا يحب هذه ولا هذا كان الأول أكمل من الثاني (٣).

وروده في القرآن:

ورد الرضا بصيغ متعددة فجاء بلفظ: رضي، ويرضى، ولا يرضى ومجموع ورودها عشرون موضعاً منها قوله تعالى:

{إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} [الزمر: ٧].

{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: ١٨].


(١) معجم مقاييس اللغة (رضى) (٢/ ٤٠٢)، اللسان (رضي) (٣/ ١٦٦٣، ١٦٦٤).
(٢) انظر: المحاضرات السنية (١/ ٢٠٨ - ٢١١).
(٣) انظر: مجموع الفتاوى (٦/ ٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>