وتنقسم صفات الله تعالى إلى: ثبوتية وسلبية أو منفية
وهذا التقسيم يمكن أن يفهم من كلام الأئمة.
والكلام هنا على القسم الأول، وسيأتي القسم الثاني في موضعه ـ بإذن الله ـ
والمراد بالصفات الثبوتية:
هي التي أثبتها الله تعالى لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلها صفات كمال ومدح ليس فيها نقص بوجه من الوجوه.
وصفات الله تعالى كثيرة؛ لأن الصفات كلما كثرت وتنوعت مدلولاتها ظهر من كمال الموصوف بها ما هو أكثر.
وتنقسم الصفات الثبوتية باعتبارين:
أولهما: من حيث تعلقها بالمشيئة والإرداة: فتنقسم إلى:
ذاتية وفعلية، أو لازمة وطارئة.
وثانيهما: من حيث طريق ثبوتها: فتنقسم إلى:
سمعية أو خبرية، وعقلية.
وقد سرت في هذا البحث على تقسيمها بحسب الاعتبارين السابقين إلى:
(١) الصفات العقلية أو المعنوية:
وهي التي يشترك في إثباتها الدليل العقلي، والدليل السمعي، لكن العمدة فيها على الخبر
وتنقسم إلى:
(أ) الصفات اللازمة: التي لم يزل الله ولا يزال متصفاً بها مثل: الحياة، والعلم، والقدرة، والعلو، والحكمة وغيرها.
وهذا القسم لا تتعلق به المشيئة والارادة.
(ب) الصفات الطارئة: التي لها أسباب مقرونة بها مثل: المحبة والرحمة، والرضا والسخط وغيرها.
وهذا القسم تتعلق به المشيئة والإرداة، فهي تقوم بذاته سبحانه بمشيئة وقدرته.
وتسمى صفات فعلية اختيارية؛ لأنها من فعله سبحانه وتعالى، وهي تتجدد وتحدث بحسب مقتضياتها، وتدل على كمال الله سبحانه، إذ هو فعال لما يريد.
وقد ذكر العلماء أن كلام الله تعالى لازم باعتبار أصله، طارئ باعتبار آحاده، فالله سبحانه لم يزل ولا يزال متكلما لكنه يتكلم بماشاء متى شاء فالكلام صفة ذاتية فعلية.
(٢) الصفات الذاتية الخبرية المحضة:
وهي التي ثبتت عن طريق الخبر، ومسماها أجزاء وأبعاض بالنسبة للمخلوقين، وهي سمعية محضة؛ لأنه لا سبيل إلى إثباتها إلا بطريق السمع والخبر من الكتاب أو السنة، وليس للعقل على انفراده سبيل إلى إثباتها.