(١) أن الله متصف بالكلام في كل وقت إذا شاء؛ لأن الكلام متعلق بمشيئة فأي وقت شاء أن يتكلم تكلم، والكلام صفة كمال وفقده نقص يتقدس الله تعالى عنه. وظاهر الحديث أن هذا الخطاب الكريم من الله تعالى لعموم أهل الجنة وأنه بعد استقرارهم فيها، وفيه تصريح بأن الله تعالى يقول لأهل الجنة فيسمعون قوله ويجيبونه ويخاطبهم.
(٢) أن سؤاله سبحانه لأهل الجنة: {هل رضيتم؟ } مع علمه أنهم قد رضوا ولا يخفى عليه شيء في صدورهم ولكن لتقريرهم بالمنة والفضل الذي يسديه إليهم، وكل فضل نالهم فهو سبحانه ابتدأهم به من غير استحقاق لهم ولا حق لهم عليه بل هو بمحض فضله ومنته.
(٣) أن رضوان الله تعالى أكبر من الجنة وما فيها وبه تتم السعادة، وتكمل الحياة، وتطيب اللذة لرضى الله سبحانه (شرح التوحيد ٢/ ٤٦٥ - ٤٦٧) والخير كله في رضا الله سبحانه ومادونه من النعيم على اختلاف أنواعه في كلا الدارين إنما هو من أثر ذلك الخير وهو النعيم الحقيقي.
(٤) أن من لم يعرف حقيقة ما خوطب به فإنه يسأل بأدب حيث إنهم لما لم يعلموا في تلك الدار أفضل مما هم فيه استفهموا عن هذا الشيء الذي لايعلمونه.
(٥) إرضاء الله أهل الجنة كلاً منهم بحاله مع اختلاف منازلهم (بهجة النفوس ٤/ ٢٨٨ - ٢٩٠).