للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(١) الحديث آية من آيات نبوته صلى الله عليه وسلم بإخباره عن أمر مستقبل وذلك بإعلام الله سبحانه له.

(٢) يؤخذ من أحاديث التكبير جميعها: أن التكبير مشروع في الصلاة وفي السعي عند الصعود على الصفا والمروة ولدفع العدو في المواضع الكبار؛ لكثرة الجمع أو لعظمة الفعل أو لقوة الحال ونحو ذلك من الأمور الكبيرة ليبين إن الله أكبر وتستولي كبرياؤه في القلوب على كبرياء تلك الأمور الكبار فيكون الدين كله لله، ويكون العباد له مكبرون فيحصل لهم مقصودان: مقصود العبادة بتكبير قلوبهم لله، ومقصود الاستعانة بانقياد سائر المطالب لكبريائه. ولهذا شرع التكبير على الهداية والرزق والنصر؛ لأن هذه الثلاث أكبر ما يطلبه العبد وهي جماع مصالحه، والهدى أعظم من الرزق والنصر؛ لأن الرزق والنصر لا ينتفع بهما إلا في الدنيا أما الهدى فمنفعته في الآخرة قطعاً فخص بصريح التكبير؛ لأنه أكبر نعمة الحق وذانك دونه فوسع الأمر فيهما بعموم ذكر الله فجماع هذا: أن التكبير مشروع عند كل أمر كبير من مكان وزمان وحال فتبين أن الله أكبر؛ لتستولي كبريائه في القلوب على كبرياء ما سواه، ويكون له الشرف على كل شرف (مجموع الفتاوى ٢٤، ٢٢٩ - ٢٣١).

وورد في صفة {الكبرياء} حديث ابن عباس، وحديث أبي رافع رضي الله عنهما:

٦٤٠ - حديث ابن عباس رضي الله عنهما:

قال أبو داود، وابن ماجه رحمهما الله تعالى: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري ثنا موسى بن عبد العزيز ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب: {يا عباس يا عماه ألا أعطيك، ألا أمنحك، ألا أحبوك، ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره قديمه وحديثه خطأه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته، عشر خصال: أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم، قلت: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشراً، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً، ثم تهوي ساجداً فتقولها وأنت ساجداً ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً ثم تسجد فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً فذلك خمس وسبعون في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات، إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة} هذا لفظ أبي داود، وعند ابن ماجه اختلاف يسير ولم يذكر في آخره فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>