الحديث رواه البخاري وعند مسلم بلفظ:{ ... فيقول: هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون: نعم، فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن له بالسجود، ولايبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه}.
التخريج:
خ: كتاب التفسير: سورة ن والقلم: باب {يوم يكشف عن ساق}(٦/ ١٩٨)(الفتح ٨/ ٦٦٤)
كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}(٩/ ١٥٨، ١٥٩)(الفتح ١٣/ ٤٢٠).
م: كتاب الإيمان: باب إثبات رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة (٣/ ٢٧، ٢٨).
شرح غريبه:
فيعود ظهره طبقاً واحداً: أي يجسو ويصلب ظهره فلا ينثني للسجود (أعلام الحديث للخطابي ٣/ ١٩٣٤). الطبق فقار الظهر واحدتها طبقة يريد أنه صار فقارهم كله كالفقارة الواحدة، فلا يقدرون على السجود (النهاية/طبق/٣/ ١١٤)
الفوائد:
(١) إثبات الساق صفة لله تعالى، وإضافة الساق له سبحانه غير ممتنعة وإثبات ذلك صفة لذاته كما لم يمتنع إضافة اليد والوجه، وما جاء عن ابن عباس وغيره قد يكون تفسيراً على مقتضى اللغة، وأن الساق في اللغة الشدة دون قصد تفسيره في صفات الله تعالى في موجب الشرع (إبطال التأويلات ١/ ١٥٩، ١٦٠). وحمل الآية على الشدة لايصح بوجه فإن لغة القوم أن يقال: كشفت الشدة عن القوم لا كشفتُ عنها كقوله تعالى: {فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون}[الزخرف: ٥٠] فالعذاب مكشوف لا مكشوف عنه وأيضاُ فهناك تحدث شدة لاتزول إلا بدخول الجنة وهنا لا يدعون إلى السجود وإنما يدعون إليه أشد ما كانت الشدة (مختصر الصواعق ١/ ٢٥).
(٢) ذكر ابن تيمية أن ما جاء عن ابن عباس في قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق} إن الله يكشف عن الشدة في الآخرة ليس بتأويل ذلك أن الآية ظاهرها لايدل على أنها من الصفات فإنه قال: {عن ساق} ولم يقل: عن ساقه كما في الحديث، ولكن الحديث فسرها (مجموع الفتاوى ٦/ ٣٩٤، ٣٩٥) وبهذا يتبين خطأ التأويلات التي ذكرت في معنى الساق، ويعلم أن المراد ساق الله على الوجه الذي يليق به سبحانه، أما الشدائد فهي في ذلك اليوم متوالية من النفخ في الصور، وجمع الناس في صعيد واحد مع طول الوقوف وشخوص الأبصار وهم حفاة عراة غرل جياع عطاش، وجر جهنم بسبعين ألف زمام في كل زمام سبعون ألف ملك، ثم نصب الموازين والصراط والعبور على النار حتى ينجو المؤمنون إلى الجنة وكل هذه لم توجب للمؤمنين السجود