(٢) أنه إذا كان النظر إلى الله أحب الأشياء إليهم علم أن نفسه أحب الأشياء إليهم، وإلا لم يكن النظر أحب أنواع النعيم إليهم فإن محبة الرؤية تتبع محبة المرئي وما لايحب ولا يبغض في نفسه لاتكون رؤيته أحب إلى الإنسان من جميع أنواع النعيم (مجموع الفتاوى ٨/ ٣٥٦).
(٣) قوله: {أهل الجنة} يعم النساء والرجال فإن لفظ الأهل يشمل الصنفين وقد علم أن النساء من أهل الجنة، وقوله:{يا أهل الجنة ... } خطاب لجيع أهل الجنة الذين دخلوها ووعدوا بالجزاء وهذا قد دخل فيه جميع النساء المكلفات وقوله: {فينظرون} الضمير يعود إلى ما تقدم وهو يعم الصنفين، والآية دليل آخر لأن الله سبحانه قال:{للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} ومعلوم أن النساء من الذين أحسنوا، وكل من كان من أصحاب الجنة فإنه موعود بالزيادة التي هي النظر إلى الله سبحانه، ولايستثنى من ذلك أحد إلا بدليل وهذه الرؤية العامة لم توقت بوقت بل قد تكون عقب الدخول قبل استقرارهم في المنازل والله أعلم أي وقت يكون ذلك (مجموع الفتاوى ٦/ ٤٣٦).
(٤) أن الرؤية يختص بها أولياءه يوم القيامة ويفضل بهذه الفضيلة أولياءه من المؤمنين ويحجب أعداءه عن النظر إليه، وهذا نظر أوليائه إلى خالقهم جل ثناؤه بعد دخول أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، فيزيد الله المؤمنين كرامة وإحساناً إلى إحسانه تفضلاً منه وجوداً بإذنه إياهم النظر إليه، ويحجب عن ذلك جميع أعدائه (التوحيد لابن خزيمة ١/ ٤٤٣).